ركابهم وابتدوه القوم ولم يلبسوا إلا ثياب شعرهم وأقام العصري يعقل ركاب أصحابه وبعيره ثم أخرج ثيابه من عيبته وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن فيك لخلقين يحبهما الله ورسوله قال ما هما قال الحلم والأناة قال شئ جبلت عليه أو شئ من الخلقة قال بل جبلت عليه قال الحمد الله، قال معشر عبد القيس ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت قالوا يا نبي الله نحن بأرض وخمة وكنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان (1) في بطوننا فلما نهيتنا عن الظروف فذلك الذي ترى في وجوهنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الظروف لا تحل ولا تحرم ولكن كل مسكر حرام وليس أن تجلسوا فتشربوا حتى إذا ثملت العروق تفاخرتم فوثب الرجل على ابن عمه فضربه بالسيف فتركه أعرج قال وهو يومئذ في القوم الذي أصابه ذلك: رواه أبو يعلى وفيه المثنى بن مأوى أبو المنازل ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات. وعن عائشة قالت كنت أنبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في جر أخضر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه حكيم بن جبير وهو متروك. وعن أبي بكرة أنه كان ينبذ له في جر أخضر قال فقدم أبو برزة من غيبة غابها فبدأ بمنزل أبى بكرة فلم يصادفه في المنزل فوقف على امرأته فسألها عن أبي بكرة فأخبرته ثم أبصر الجر التي كانت فيها النبيذ فقال ما في هذه الجرة قالت نبيذ لأبي بكرة قال وددت أنك جعلته في سقاء فأمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجعل في سقاء ثم جاء أبو بكرة فأخبرته عن أبي برزة فقال ما في هذا السقاء قالت أمرنا أبو برزة أن نجعل نبيذك فيه قال ما أنا بشارب مما فيه لئن جعلت الخمر في سقاء ليحلن ولئن جعلت العسل في جر ليحرمن على انا قد عرفنا الذي نهينا عنه نهينا عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت فأما الدباء فانا معشر ثقيف كنا نأخذ الدباء فنخرط فيها عناقد العنب ثم ندفئها حتى تهدر ثم تموت وأما النقير فان أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة ثم يسرحون فيها الرطب والبسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت
(٦٤)