جاء فإذا برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة وعنده قوم جلوس في ألوانهم شئ قال عيسى يعني أبا جعفر الرازي وسمعته مرة يقول سود الوجوه فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شئ فدخلوا نهرا يقال له نعمة الله فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شئ فدخلوا نهرا آخر يقال له رحمة الله فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شئ فدخلوا نهرا آخر فذلك قوله تعالى (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) فخرجوا وقد خلصت ألوانهم مثل ألوان أصحابهم فجلسوا إلى أصحابهم فقال يا جبريل من هذا الأشمط الجالس ومن هؤلاء البيض الوجوه ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شئ فدخلوا هذه الأنهار فاغتسلوا فيها ثم خرجوا وقد خلصت ألوانهم قال هذا أبوك إبراهيم صلى الله عليه وسلم أول من شمط على الأرض وهؤلاء القوم البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم وهؤلاء الذين في ألوانهم شئ قد خلصوا عملا صالحا وآخر سيئا تابوا فتاب الله عليهم ثم مضى إلى السدرة فقيل له هذه السدرة المنتهى ينتهي كل أحد من أمتك خلا على سبيلك وهي السدرة المنتهى يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما وإن ورقة منها مظلة الخلق فغشيها نور وغشيتها الملائكة قال عيسى فذلك قوله (إذا يغشى السدرة ما يغشى) فقال تبارك وتعالى له سل فقال إنك اتخذت إبراهيم خليلا وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجن والإنس والشياطين والرياح وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم فلم يكن له عليهما سبيل فقال له ربه تبارك وتعالى قد اتخذتك خليلا وهو مكتوب في التوراة محمد حبيب الرحمن وأرسلتك إلى الناس كافة وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا وأعطيتك سبعا من المثاني ولم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها
(٧١)