حتى خنست (1) عنا جبال المدينة كلها وأفضينا إلى أرض براز (2) فإذا رجال طوال كأنهم الرماح مستذفري ثيابهم من بين أرجلهم فلما رأيتهم غشيتني رعدة شديدة حتى ما تمسكني رجلاي من الفرق فلما دنونا منهم خط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبهام رجله في الأرض خطا فقال لي اقعد في وسطه فلما جلست ذهب عني كل شئ كنت أجده من ريبة ومضى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينهم فتلا قرآنا رفيعا حتى طلع الفجر ثم أقبل حتى مر بي فقال لي الحق فجعلت أمشي معه فمضينا غير بعيد فقال لي التفت فانظر هل ترى حيث كان أولئك من أحد قلت يا رسول الله أرى سوادا كثيرا فخفض رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى الأرض فنظم عظما بروثة ثم رمى به إليهم ثم قال رشد أولئك مني وفد قوم هم وفد نصيبين سألوني الزاد فجعلت لهم كل عظم وروثة، قال الزبير فلا يحل لأحد أن يستنجي بعظم ولا روثة أبدا. رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن ليس فيه غير بقية وقد صرح بالتحديث. وعن عبد الله بن مسعود قال استتبعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقال إن نفرا من الجن خمسة عشر بنو إخوة وبنو عم يأتوني الليلة فأقرأ عليهم القرآن فانطلقت معه إلى المكان الذي أراد فجعل لي خطا ثم أجلسني وقال لا تخرجن من هذا فبت فيه حتى أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السحر وفي يده عظم حائل (3) وروثة وحممة فقال إذا أتيت الخلاء فلا تستنج بشئ من هذا قال فلما أصبحت قلت لأعلمن حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت فرأيت موضع سبعين بعيرا. رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث ضعفه الأئمة أحمد وغيره ووثقه يحيى بن معين وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وبقية رجاله رجال الصحيح، ولعبد الله حديث طويل يأتي في علامات النبوة رواه أحمد.
(باب لا يقال أهرقت الماء) عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم أهرقت الماء ولكن ليقل أبول. رواه الطبراني في الكبير وفيه عنبسة بن عبد الرحمن ابن عنبسة وقد أجمعوا على ضعفه.