قالا: دعه. فقلت: لا أدعه تأكله السباع، لآخذنه فلأستمتعن به. فقدمت على أبي بن كعب، فسألته عن ذلك، وحدثته الحديث فقال: أحسنت، وجدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرة فيها مائة دينار، قال، فأتيته بها، فقال لي (عرفها حولا) فعرفتها حولا فما أجد من يعرفها، ثم أتيته بها، فقال (عرفها حولا آخر) فعرفتها حولا ثم اتيته. فقال (عرفها حولا اخر) وقال (أحص عدتها ووعاء ها ووكاءها، فإن جاء طالبها فأخبرك بعدتها ووعائها ووكائها فادفعها إليه، وإلا فاستمتع بها) وهذا حديث حسن صحيح.
1387 حدثنا قتيبة. أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني: أن رجلا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة؟ فقال (عرفها سنة: ثم اعرف وكاءها ووعاءها وعفاصها ثم استنفق بها فإن جاء ربها فأدها إليه) فقال: يا رسول الله! فضالة الغنم؟ فقال (خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب)) فقال: يا رسول الله!
فضالة الإبل؟ قال، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه، أو احمر وجهه، فقال (مالك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها حتى تلقى ربها) وفي الباب عن أبي بن كعب وعبد الله بن عمرو الجارود ابن المعلى وعياض بن حمار وجرير بن عبد الله. حديث زيد بن خالد حديث حسن صحيح وقد روى عنه من غير وجه وحديث يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد، حديث حسن صحيح، وقد روى عنه من غير وجه. والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، رخصوا في اللقطة إذا عرفها سنة فلم