هذا، وقال بعض الأجلة منا: إن " العلة في السند قد تقدح في المتن أيضا كالتعليل بالاضطراب أو الوقف أو الإرسال أو التباس الثقة بغير الثقة من جهة اشتراك الاسم أو الكنية أو اللقب، وتعارض القرائن والأمارات الدالة على التعيين.
وقد لا تقدح إلا في الإسناد خاصة كالتعليل في الإسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى بأن الصحيح: أحمد بن محمد بن خالد البرقي وهما ثقتان، وكذلك في الإسناد عن علي بن رئاب بأن الصحيح: عن علي بن ريان ". (1) وفي الإسناد عن الوشا أبي محمد البجلي جعفر بن بشير المعروف بالفقه والعلم بأن الصحيح: عن الوشا أبي محمد البجلي الحسن بن علي بن زياد، وكلاهما ثقتان. (2) وأنت خبير بما في هذه الأمثلة من الركاكة وعدم الاستقامة؛ إذ هذا النمط من الإطلاق مما يكذبه الحس والعيان؛ نظرا إلى أن مقتضاه عدم وجود ابن ابن عيسى و هكذا ابن رئاب وهكذا ابن بشير في سند من الأسانيد، والظاهر من السياق أن السهو و الغلط ليس من الناسخ بل من نفس هذا الأنبل الأجل (قدس سره).
وكيف كان، فإن العلة في المتن قد مثلوا لها بما في طريقتهم مما انفرد مسلم بإخراجه في حديث أنس من اللفظ المصرح بنفي قراءة بسم الله الرحمن الرحيم، (3) فعللوه بأن نفي مسلم البسملة صريحا إنما نشأ من قوله: " كانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين " فذهب مسلم إلى المفهوم وأخطأ، وإنما معنى الحديث: أنهم كانوا يفتتحون بسورة الحمد لله رب العالمين.
وقال بعض العامة في مقام ذكر المثال للعلة في المتن: هي ما رواه مسلم في صحيحه عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي عن قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك أنه حدثه قال: " صليت خلف النبي (صلى الله عليه وآله) وأبي بكر وعمر وعثمان وكانوا