بسم الله الرحمن الرحيم {وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم} {كتاب الجهاد من المدونة الكبرى} [الدعوة قبل القتال] [قال سحنون بن سعيد] قلت لعبد الرحمن بن القاسم أكان مالك يأمر بالدعوة قبل القتال (قال) نعم كان يقول لا أرى أن يقاتل المشركون حتى يدعوا [قلت] ولا يبيتون حتى يدعوا قال نعم [قلت] وسواء ان غزوناهم نحن أو أقبلوا هم الينا غزاة فدخلوا بلادنا لا نقاتلهم في قول مالك حتى ندعوهم (قال) قد أخبرتك بقول مالك ولم أسأله عن هذا وهذا كله عندي سواء [قلت] وكيف الدعوة في قول مالك (قال) ما سمعت من مالك فيها شيئا ولكن ندعوهم إلى الله ورسوله أو يؤدوا الجزية عن يد (وقال مالك) أيضا أما من قارب الدروب فالدعوة مطروحة لعلمهم بما يدعون إليه وما هم عليه من البغض والعداوة للدين وأهله ومن طول معارضتهم للجيوش ومحاربتهم لهم فلتطلب غرتهم (1) ولا تحدث لهم الدعوة الا تحذيرا وأخذ عدة لمحاربة المسلمين ومنعا لما رجاه المسلمون من الظهور عليهم. وأما من بعد وخيف أن لا تكون ناحيته ناحية من أعلمتك فان الدعوة أقطع للشك وابر للجهاد يبلغ ذلك بك وبه ما بلغ وبه تنال علم ما هو عليه في الإجابة لك [ابن وهب] ولعله أن لا يكون عالما وان ظننت أنه عالم [ابن وهب] عن الليث بن سعد وعميرة بن أبي ناجية ويحيى
(٢)