إبراهيم بن مهاجر عن صفية بنت شيبة عن عائشة وسألها رجل فقال إني جعلت مالي في رتاج الكعبة ان أنا كلمت عمى فقالت له لا تجعل مالك في رتاج الكعبة وكلم عمك {في الرجل يحلف أن ينحر ابنه مقام إبراهيم أو عند الصفا والمروة} [قلت] أرأيت الرجل يحلف فيقول أنا أنحر ولدى ان فعلت كذا وكذا فحنث (قال) سمعت مالكا يسئل عنها فقال إني أرى أن آخذ فيه بحديث ابن عباس ولا أخالفه والحديث الذي جاء عن ابن عباس أنه يكفر عن يمينه مثل كفارة اليمين بالله (ثم) سئل مالك بعد ذلك عن الرجل أو المرأة تقول أنا أنحر ولدى (قال مالك) أرى أن أنويه فإن كان إنما أراد بذلك وجه الهدى أن يهدى ابنه لله رأيت عليه الهدى وإن كان لم ينو ذلك ولم يرده فلا أرى عليه شيئا لا كفارة ولا غيرها وذلك أحب إلى من الذي سمعت أنا منه [قلب] والذي سمعت أنت من مالك أنه قال إذا قال أنا أنحر ولدى ولم يقل عند مقام إبراهيم انه يكفر عن يمينه وان قال أنا أنحر ولدى عند مقام إبراهيم ان عليه هديا مكان ابنه قال نعم [قلت] وكذا فرق مالك بينهما عندك في الذي سمعت أنت منه لأنه إذا قال عند مقام إبراهيم ان هذا قد أراد الهدى وإن لم يقل عند مقام إبراهيم يجعله مالك في الذي سمعت أنت منه يمينا لأنه لم يرد الهدى وفي جوابه يشعر أنه نواه ودينه فإن لم تكن له نية لم يجعل عليه شيئا وان كانت له نية في الهدى جعل عليه الهدى قال نعم [قلت] أرأيت ان قال أنا أنحر ولدى بين الصفا والمروة (قال) مكة كلها منحر عندي وأرى عليه فيه الهدى ولم أسمع هذا من مالك ولكن في هذا كله يراد به الهدى ألا ترى أن المنحر ليس هو عند مقام إبراهيم لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند المروة هذا المنحر وكل طرق مكة منحر وفجاجها منحر فهذا إذا لزمه لقوله عند المقام الهدى فهو عند المنحر أحرى أن يلزمه [قلت] أرأيت ان قال أنا أنحر ابني بمنى (قال) قد أخبرتك عن مالك بالذي قال عند مقام إبراهيم أن عليه الهدى فمنى عندي منحر وعليه الهدى [قلت] أرأيت ان قال أنا أنحر أبى أو أمي ان فعلت كذا وكذا (قال) هو عندي مثل قول مالك
(٩٩)