وإنما تقال صيغة التمريض في ضعيف وقد سبق التنبيه على مثل هذا مرات كثيرة وأما حديث أبي هريرة فرواه أبو داود بلفظه هذا الا أنه قال " لان اليهود والنصارى يؤخرون " وفى نسخ المهذب " ان اليهود " وكذا رواه البيهقي في السنن الكبير وابن ماجة باسناد صحيح فينبغي أن يقرأ بفتح الهمزة من أن ليوافق رواية أبي داود وهذا الحديث أصله في الصحيحين من رواية سهل بن سعد كما سأذكره في فرع منفرد للأحاديث الواردة في السحور ورواية أبي هريرة التي ذكرها المصنف وأبو داود إسنادها صحيح على شرط مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم " فان في السحور بركة " روى بفتح السين وهو المأكول كالخبز وغيره وبضمها وهو الفعل والمصدر وسبب البركة فيه تقويته الصائم على الصوم وتنشيطه له وفرحه به وتهوينه عليه وذلك سبب لكثرة الصوم (اما) حكم المسألة فاتفق أصحابنا وغيرهم من العلماء على أن السحور سنة وان تأخيره أفضل وعلى أن تعجيل الفطر سنة بعد تحقق غروب الشمس ودليل ذلك كله الأحاديث الصحيحة ولان فيهما إعانة على الصوم ولان فيهما مخالفة للكفار كما في حديث أبي هريرة المذكور في الكتاب والحديث الصحيح الذي سأذكره إن شاء الله تعالى " فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب اكلة السحر " ولان محل الصوم هو الليل فلا معنى لتأخير الفطر والامتناع من السحور في آخر الليل ولان بغروب الشمس صار مفطرا فلا فائدة في تأخير الفطر قال أصحابنا وإنما يستحب تأخير السحور ما دام متيقنا بقاء الليل فمتى حصل شك فيه فالأفضل تركه وقد سبقت المسألة في فصل وقت الدخول في الصوم وقد نص الشافعي في الام على أنه إذا شك في بقاء الليل ولم يتسحر يستحب له ترك السحور فان تسحر في هذه الحالة صح صومه لان الأصل بقاء الليل قال القاضي أبو الطيب في المجرد قال الشافعي في الام إذا أخر الافطار بعد تحقق غروب الشمس فإن كان يرى الفضل في تأخيره كرهت ذلك لمخالفة الأحاديث وإن لم ير الفضل في تأخيره فلا بأس لأن الصوم لا يصلح في الليل هذا نصه * {فرع} وقت السحور بين نصف الليل وطلوع الفجر * {فرع} يحصل السحور بكثير المأكول وقليله ويحصل بالماء أيضا وفيه حديث سنذكره * {فرع} قال ابن المنذر في الاشراف أجمعت الأمة على أن السحور مندوب إليه مستحب لا إثم على من تركه * {فرع} في الأحاديث الواردة في السحور وتأخيره وتعجيل الفطر * عن أنس قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسحروا فان في السحور بركة " رواه البخاري ومسلم وعن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر "
(٣٦٠)