الكتاب (ومنها) حديث أبي هريرة السابق قريبا في فرع تخصيص الصدقة بالصلحاء (ومنها) عن الحسن البصري عن سعد بن عبادة رضي الله عنه " ان أمه ماتت فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان أمي ماتت أفأتصدق عنها قال نعم قال فأي الصدقة أفضل قال سقي الماء " رواه أحمد بن حنبل في مسنده هكذا وهو مرسل فان الحسن لم يدرك سعدا ورواه أبو داود عن رجل لم يسم عن سعد بمعناه " قال فأي الصدقة أفضل قال الماء " ورواه النسائي عن سعيد بن المسيب عن سعد ولم يدركه أيضا فهو مرسل لكنه قد أسند قريب من معناه كما سبق ولأنه من أحاديث الفضائل ويعمل فيها بالضعف فبهذا أولى وعن سراقة بن مالك قال " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضالة الإبل تغشي حياضي هل لي من أجر ان سقيتها قال نعم في كل ذات كبد حرى اجر " رواه أحمد وابن ماجة * {فرع} في قوله تعالى (ويمنعون الماعون) قال ابن مسعود وابن عباس وجماعة هو إعارة القدر والدلو والفأس وسائر متاع البيت وقال على وابن عباس في رواية هو الزكاة * {فرع} تستحب المنيحة وهي أن تكون له ناقة أو بقرة أو شاة ذات لبن فيدفعها إلى من يشرب لبنها مدة ثم يردها إليه لحديث ابن عمرو بن العاص قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعون خصلة أعلا من منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعدها إلا أدخله الله تعالى الجنة بها " رواه البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " نعم المنيحة اللقحة الصفي منحة أو الشاة الصفي تغدو باناء وتروح باناء " رواه البخاري وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من منح منيحة غدت بصدقة صبوحها وغبوقها " رواه مسلم وفى المسألة أحاديث أخر صحيحة * {فرع} في ذم البخل والشح والحث على الانفاق في الطاعات ووجوه الخيرات * قال الله تعالى (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وقال تعالي (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) وقال عز وجل (وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه) وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فان الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم " رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم اعط منفقا خلفا ويقول اللهم اعط ممسكا تلفا " رواه البخاري ومسلم وعنه قال " قال رسول الله صلى الله عليه
(٢٤٣)