الأجل أو يسود قلبه من الذنوب ويطبع عليه، فلا يفيق من سكرته ولا يصحو من غشيته أولئك الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وما ربك بظلام للعبيد.
ولا بد في التوبة من أمرين: الندم على الذنب والعزم على ترك العود فيه أبدا، وبذلك تتحقق التوبة النصوح التي ورد ذكرها في الكتاب الكريم والسنة الشريفة فإن غلبته نفسه وسول له الشيطان فعاد في الذنب كان عليه المبادرة للتوبة أيضا، وهكذا كلما عاد تاب حتى تقوى توبته وتستحكم حيث لا تغلق التوبة في وجهه أبدا مهما عاد رأفة من الله ورحمة به، فإنه عز اسمه يحب من عبده أن لا تقعد به المعصية عن التوبة مهما كثرت ذنوبه وعظمت عيوبه، وليحذر العبد من القنوط واليأس من رحمة الله تعالى، فقد تقدم أن ذلك من الكبائر، وهو من أعظم وسائل الشيطان وأقوى حبائله ليسيطر على العبد ويجره إلى الهلكة أعاذنا الله تعالى منه ومن مكره وكيده، ونسأله أن يعصمنا من الزلل في القول والعمل وأن يختم لنا بالتوبة والمغفرة والسعادة وحسن العاقبة، إنه أرحم الراحمين وولي المؤمنين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
انتهى الكلام في العبادات ليلة الأربعاء، التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، عام ألف وأربعمائة وأربعة عشر للهجرة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلوات وأزكى التحيات.
والحمد لله رب العالمين