وأما أن يكون قيدا للثلاثة الأخير أي ما عدا قوله: وإن كنتم مرضى فيكون المرض في قبال فقدان الماء أي لو كنتم مرضى أو فاقدين للماء فتيمموا الخ فح لا بد من أن يحمل المرض على الغالب من كون استعمال الماء مضرا لأن مطلق المرض لا يكون من مسوغات التيمم.
وأما أن يكون قيدا للأخيرين فقط أعني قوله: أو جاء أحد منكم من الغائط وقوله:
أو لامستم النساء فيكون قوله وإن كنتم مرضى وقوله أو على سفر مطلقين وفي قبال عدم وجدان الماء فح لا بد من حمل المرض والسفر على الغالب من كون استعمال الماء مضرا للمرض ومن أن السفر غالبا ملازم لفقدان الماء.
ولكن هذه الاحتمالات كلها غير خالية عن التكلفات البعيدة عن مساق الآية إلا أن الاحتمال الثاني وإن كان غير خال عن التكلف أقرب بمساق الآية فيكون معنى:
فلم تجدوا ماء: لم تتمكنوا من استعمال الماء حتى تنطبق الآية على جميع مسوغات التيمم و يؤيده بل يمكن أن يدل عليه وآية الحلبي حيث سأل أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل إذا أجنب ولم يجد الماء قال: يتيمم بالصعيد فإذا وجد الماء فليغتسل ولا يعيد الصلاة وعن الرجل يمر بالركية وليس معه دلو قال: ليس عليه أن يدخل الركية لأن رب الماء هو رب الصعيد (الأرض) فليتيمم (1).
ورواية عنبسة بن مصعب عنه عليه السلام قال إذا أتيت البئر وأنت جنب ولم تجد دلوا ولا شيئا تغرف به فتيمم بالصعيد فإن رب الماء ورب الصعيد واحد ولا تقع في البئر ولا تفسد على القوم مائهم (2).