والجواب: إن هذه الآيات ناظرة إلى الهداية الجبرية بحيث تسلب عن الإنسان الاختيار والحرية فلا يقدر على الطرف المقابل. ولما كان مثل هذه الهداية الخارجة عن الاختيار، منافيا لحكمته سبحانه، ولا يوجب رفع منزلة الإنسان، نفى تعلق مشيئته بها، وإنما يقدر الإيمان الذي يستند إلى اختيار المرء، لا إلى الجبر والإلحاد (1).
* * * قد وقع الفراغ من تبييض هذه المحاضرات بفضل الله سبحانه في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك من شهور عام 1408 للهجرة النبوية الشريفة بيد مؤلفها الفقير بذاته حسن بن محمد مكي العاملي، عامله الله بلطفه الخفي، راجيا منه سبحانه أن يجعله خالصا لوجهه الكريم إنه على ذلك قدير. ويتلوه الجزء الثاني حول النبوات العامة والخاصة والخلافة والوصاية والمعاد وحشر الأجساد وما يرتبط بهذه الموضوعات من المسائل الهامة بإذنه سبحانه (2).
* * *