لا يؤبه به لو أقسم على الله لأبره ". ودخل (ص) على رجل فقير، ولم ير له شيئا، فقال: " لو قسم نور هذا على أهل الأرض لوسعهم ". وقال (ص): " إذا أبغض الناس فقراءهم، وأظهروا عمارة الدنيا، وتكالبوا على جمع الدراهم والدنانير، رماهم الله بأربع خصال: بالقحط من الزمان، والجور من السلطان، والجناية من ولاة الحكام، والشوكة من الأعداء " (51).
وورد من طريق أهل البيت عليهم السلام: " إن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه، فإذا أحبه الحب البالغ أفتناه. قيل: وما أفتناه؟ قال: لم يترك له أهلا ولا مالا ". وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " وكل الرزق بالحمق، ووكل الحرمان بالعقل، ووكل البلاء بالصبر ". وقال الباقر عليه السلام: " إذا كان يوم القيامة، أمر الله تعالى مناديا ينادي بين يديه: أين الفقراء؟ فيقوم عنق من الناس كثير، فيقول: عبادي! فيقولون: لبيك ربنا! فيقول: إني لم أفقركم لهون بكم علي، ولكن إنما اخترتكم لمثل هذا اليوم. تصفحوا وجوه الناس، فمن صنع إليكم معروفا لم يصنعه إلا في فكافوه عني بالجنة ". وقال الصادق عليه السلام: " لولا إلحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق، لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها ". وقال عليه السلام: " ليس لمصاص (52) شيعتنا في دولة الباطل إلا القوت، شرقوا إن شئتم أو غربوا، لن ترزقوا إلا القوت ". وقال عليه السلام: " ما كان من ولد آدم مؤمن إلا فقيرا ولا كافر إلا غنيا، حتى جاء إبراهيم عليه السلام، فقال:
" ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا " (53).
فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة ". وقال عليه السلام: " إن فقراء المؤمنين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا "، ثم قال:
" سأضرب لك مثل ذلك: إنما مثل ذلك مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر، فنظر في إحداهما فلم ير فيها شيئا، فقال اسربوها. ونظر في الأخرى، فإذا هي موقرة، فقال: احبسوها ". وفي بعض