النخل فكان فيه وأبو بكر معه، وليس معه غيره.
ويدعون أيضا: أنه (ص) قد وافق على أن يضعوا نجائب وركائب مهيأة عنده، فإن انتصر فهو المطلوب وإن كانت الأخرى ركب النجائب، ولحق بمن وراءهم من الصحابة في المدينة (1).
ولكن ذلك لا يصح بأي وجه، فقد قال المعتزلي: " قلت: لاعجب من أمر العريش من أين كان لهم أو معهم من سعف النخل ما يبنون به عريشا، وليس تلك الأرض - أعني أرض بدر - أرض نخل؟ والذي كان معهم من سعف النخل، يجري مجرى السلاح يسيرا جدا. قيل: إنه كان بأيدي سبعة منهم سعاف عوض السيوف، والباقون كانوا بالسيوف والسهام والقسي. هذا قول شاذ، والصحيح أنه ما خلا أحد منهم عن سلاح.
اللهم إلا أن يكون معهم سعفات يسيرة، وظلل عليها بثوب أو ستر، وإلا فلا أرى لبناء عريش من جريد النخل هناك وجها " (2).
ونقول: أولا: إن ما ذكره من وجود السلاح مع المهاجرين لا يمكن قبوله. فقد تقدمت النصوص التي تتحدث عن مستوى تسلحهم، وليس فيها ما ذكره المعتزلي. والظاهر هو أن عددا منهم كان مسلحا بالقسي، كما يدل عليه أمر النبي (ص) لهم برمي المشركين بالنبل إذا أكثبوهم.
ولعل بعضهم كان معه رماح، والبعض الاخر عصي، وفريق كان لديه سيف، أو حربة، وفريق آخر كان معه سعف النخل، يدفع بها عن نفسه، ويهاجم العدو بها إن وجد فرصة لذلك.