فخطبها " عليه السلام " إلى النبي، فزوجه إياها. وصرح " صلى الله عليه وآله وسلم " غير مرة: بأنه إنما زوجه إياها بأمر من السماء (1)، كما صرحت به المصادر الكثيرة.
وجاء أن سعد بن معاذ، أو أم أيمن، أو جماعة من الأنصار، قد طلبوا منه (ع) أن يخطب فاطمة (2).
ولا مانع من أن يكون الكل قد طلبوا منه ذلك لما يرون من مكانته وقرباه من النبي (ص)، بالإضافة إلى أهليته في نفسه.
وقد عاتب الخاطبون النبي (ص) على منعهم، وتزويج علي (ع)، فقال (ص): والله، ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه (3)..
قد ورد عنه (ص) أنه قال: لو لم يخلق علي ما كان لفاطمة كفؤ (4).
وفي كيفية زفافهما صلوات الله وسلامه عليهما في الأول، أو في السادس من ذي الحجة تفصيلات تظهر ما لهما " علهما السلام " من الفضل والمزية. وكذلك هي تعبر عن البساطة التي تميز بها زفاف بنت أعظم إنسان على وجه الأرض، على رجل هو أعظم وأفضل الناس بعد النبي (ص)، حتى لقد جاء: أن فراشهما كان إهاب كبش ينامان عليه ليلا، ويعلف عليه الناضح نهارا (5).