، حين يكون ثمة من يقدم على ذلك.
2 - إن زواجه (ص) بجويرية قد نشأ عنه: - كما يقولون - أن يطلق المسلمون مئة أهل بيت، وعند دحلان مئتين من الاسرى من قبيلتها، فأسلم من قومها خلق كثير، على حد تعبير المؤلفين في سيرة النبوية (1).
وسيأتي ذلك انشاء الله مع مصادره في جزء آت من هذا الكتاب.
فهذا نوع من التأليف للناس على الاسلام، والترغيب فيه، كما كان (ص) يتألفهم بطرق أخرى كبذل المال لهم، وتزويجهم، وتوليتهم بعض الأمور، وغير ذلك.
بل نجد عمرو بن العاص يذكر لنا نوعا من التأليف لم يكن يخطر على بالنا يقول عمرو: " كان رسول الله (ص) يقبل بوجهه، وحديثه على أشر القوم، يتألفهم بذلك، فكان يقبل بوجهه وحديثه علي، حتى ظننت أني خير القوم... ".
ثم ذكر أنه سأل النبي (ص) عن نفسه، وفلان، وفلان، فأخبره:
أنهم أفضل منه، فيقول عمرو: " فلوددت أني لم أكن سألته " (2).
3 - إن زواجه بزينب بنت جحش قد كان لضرورة اقتضاها التشريع، حيث إنه (ص) كان قد تبنى زوجها زيد بن حارثة، وكان العرب يعتقدون: أن آثار التبني هي نفس آثار البنوة الحقيقية، فيحل له، ويحرم عليه، ويرث، ويعامل - تماما - كالابن الحقيقي بلا فرق.
ولم يكن مجال لقلع هذا المفهوم الخاطئ إلا بالاقدام على عمل أساسي لا مجال للريب، ولا للتأويل فيه. فكان زواج النبي (ص) من