زوجة ابنه بالتبني هو الوسيلة الفضلي لقلع هذا المفهوم الخاطئ من أذهانهم، وهكذا كان.
٤ - لقد جاء الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله " لهداية الناس وإرشادهم، ولابد لهم من الايمان به، والتسليم لامره ونهيه. بل لابد أن تكون له مكانة ومحبة في نفوسهم تزيد على محبتهم لكل شئ آخر، حتى المال، والولد، والنفس، بنص القرآن الكريم: ﴿قل إن كان آباؤكم، وأبناؤكم، وإخوانكم، وأزواجكم، وعشيرتكم، وأموال اقترفتموها، وتجارة تخشون كسادها، ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله، وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين﴾ (1).
ولكن، وبعد أن اضطر (ص) إلى مواجهتهم بالحرب، وقهرهم، وتمكن من السيطرة عليهم، صار بين كثير من القبائل التي كان عدد من زوجاته (ص) ينتمي إليها، وبين المسلمين، والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " على رأسهم، حروب وقتلى، وكان لقضية الثار والدم عند العربي أهمية خاصة، كما ألمحنا إليه من قبل.
نعم بعد ذلك كله، مست الحاجة إلى اتباع أساليب كثيرة من أجل تأليفهم وإيجاد علائق من نوع معين، تفرض عليهم، أو على الأقل على الكثيرين منهم - والنبي (ص) يهمه حتى الفراد الواحد -: أن يرتبطوا به، ويتعاملوا معه تعاملا واضحا، ومن موقع الثقة المتبادلة. ويقطع الطريق عليهم في أي موقف سلبي منه، من دعوته.
وبعد أن يتمكن من شحنهم روحيا وعقائديا، يكون قد مهد الطريق للقضاء على الأحقاد والإحن، ليمكن - من ثم - العمل يدا واحدة من أجل هدف واحد، وفي سبيل واحد.