أضف إلى ذلك: أن ابن أبي مغفور له، لأنه أيضا قد شهد بدرا حسبما روي (1).
وإذا صح ما ذكروه عن أهل بدر، فلا يبقى معنى لتكليف البدريين بالشرائع والاحكام، ولماذا يتعبون ويشقون، ما دام أن دخول الجنة حاصل ومضمون لهم، فليتنعموا في حياتهم الدنيا، ليستفيدوا من لذائذها حلالا أو حراما!!.
أما دفاع علي " عليه السلام " عن الحق، وإمعانه في قتل الناكثين والقاسطين والمارقين، بعد أن تناسوا أقوال الرسول (ص) وإخباراته الصادقة عن هذه الفئات الضالة، فقد اعتبروه جرأة منه على الدماء، وأن سببه هو ما سمعه من أن الله رخص لأهل بدر في أن يفعلوا ما شاؤوا (2)!!.
ثم إننا لا ندري لماذا يعاقب البدري في الدنيا، إذا كان النبي (ص) نفسه قد منع عمر من عقاب حاطب الذي خان الله ورسوله، وكتب للمشركين بأسرار المسلمين، واحتج الرسول (ص) لهذا المنع - حسبما يدعون - ببدرية حاطب؟!
وإذا كان الله قد غفر لهذا البدري، فلماذا يعاقب في الدنيا؟! أليس عقابه حينئذ يكون بلا ذنب جناه؟ ولا خطيئة اقترفها؟!
والحقيقة هي أن الحلبي: لما رأى عمر قد أقام الحد على قدامة، اضطر إلى عدم إسقاط العقاب الدنيوي عن أهل بدر، ولولا ذلك لكنا رأيناه يسقطه أيضا، محتجا بإسقاط النبي (ص) له عن حاطب. ولكن وبعد أن كان المعني هو عمر بالذات، فلابد من بناء الفقه والاحكام على