الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٥ - الصفحة ١٢٢
يؤتكم خيرا مما أخذ منكم، ويغفر لكم والله غفور رحيم) (1).
وفي نص آخر: أنه (ص) قال للعباس: يا عباس، إنكم خاصمتم الله فخصمكم (2).
وفي رواية أخرى: أنه لما طلب منه الفداء ادعى: أنه كان قد أسلم، لكن القوم استكرهوه.
فقال له (ص): الله أعلم بإسلامك، إن يكن ما تقول حقا، فإن الله يجزيك عليه، فأما ظاهر أمرك فقد كنت علينا (3).
وهذا يدل على أنه لا مجال لدعوى: أن العباس كان قد أسلم قبل بدر سرا، كما عن البعض (4). إلا إذا أراد أن يستند في ذلك إلى دعوى العباس نفسه، وهي دعوى لم يقبلها منه رسول الله (ص).
ومما يدل على أنه لم يكن في بدر مسلما عدا ما تقدم: أنه لما أسر يوم بدر أقبل المسلمون عليه، يعيرونه بكفره بالله، وقطيعة الرحم، وأغلظ له علي القول: فقال العباس: ما لكم تذكرون مساوينا، ولا تذكرون محاسننا؟
فقال له علي: ألكم محاسن؟
قال: نعم، إنا لنعمر المسجد الحرام، ونحيي الكعبة، ونسقي

(١) الآية ٧٠ في سورة الأنفال، والرواية معتبرة السند في تفسير البرهان ج ٢ ص ٩٤، وراجع: تفسير الكشاف ج ٢ ص ٢٣٨، وغير ذلك.
(٢) البحار ج ١٩ ص ٢٥٨، وتفسير القمي ج ١ ص ٢٦٨.
(٣) المصدران السابقان، وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٩٠، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٩٨.
(٤) راجع: البداية والنهاية ج ٣ ص ٣٠٨، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٨٨ و 198، وطبقات ابن سعد ج 4 ص 20 قسم 1.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست