سنشير إليه. وإنما أراد حديث عمر لأجل الوصول إلى حديث عائشة كما هو معلوم، ولا ندري: إن كان طلب الخليفة هذا قد نفذ أولا. ولكن الزهري المتوفي سنة 124 ه. قد كتب له طائفة من الروايات، فأرسل إلى كل بلد دفترا من دفاتره التي كتبها له.
وقد كانت هذه المحاولة أيضا ضعيفة ومحدودة جدا (1) ولا تستطيع أن تعيد لحديث رسول الله (ص) دوره وحيويته في الناس كما هو واضح.
ورووا أيضا: أن - أبا الزناد كتب سنن الحج لهشام بن عبد الملك، وذلك في سنة 106 ه. (2) لكن ليس ثمة ما يدل على أن ذلك قد وصل إلى أيدي الناس، وتداولوه.
بل إن ما كتبه الزهري لم نجد له أثرا ملموسا فيما بين أيدينا من تراث مكتوب ليمكننا تقييمه والحكم عليه.
ومهما يكن من أمر، فإن من المؤكد: مفعول المنع من تدوين الحديث قد انتهى في أواسط القرن الثاني، وأن الحركة الواسعة لتدوين الحديث قد بدأت في أواسط القرن الثاني للهجرة، على يد ابن جريج،