ثم ومن أجل سد النقص الناتج عن ابتعاد الناس عن حديث رسول الله، وابتعادهم عن أئمة أهل البيت، فقد قرروا إجازة العمل بالقياس، والرأي، والاستحسان، وما إلى ذلك.
وقد كتب الخليفة عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري: " فاعرف الأشباه والامثال، ثم قس الأمور بعضها ببعض، أقربها إلى الله، وأشبهها بالحق، فاتبعه، واعمد إليه. " (1).
وقال لشريح: " فإن لم تعلم كل ما قضت به الأئمة المهتدون، فأجتهد رأيك ". أو قال: " ولم يتبين لك في السنة فأجتهد فيه رأيك " (2).
وقد عمل بالرأي كل من أبي بكر، (3) وابن مسعود، وعثمان، وعمر (4) وغيرهم من الصحابة، فراجع.
وقد كان من نتيجة ذلك أن " استحالت الشريعة وصار أصحاب القياس أصحاب شريعة جديدة " على حد تعبير ابن أبي الحديد المعتزلي (5).
وقد أعلن الأئمة " عليهم السلام " رفضهم لهذا النهج، وأدانوه بشدة وإصرار، ورفضه غيرهم أيضا.