الخبيثة في هيولاهم المحجوبة بأنواع الحجب الظلمانية، والمحرومة بأصناف الحرمانات الممكنة، ويترنمون ب " إنا نحن مصلحون "، وليس ذلك إلا لانخراطهم في صفوف الحيوانات غير الشاعرة، فلا يشعرون شيئا ولا يهتدون.
فعند ذلك، وبعد فناء القوة الرئيسة العاقلة، وبعد انسلاكهم في مسلك الجاهلين غير الملتفتين يجب على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه تعالى أن يناديهم بأعلى الأصوات، ويخاطبهم بأي نحو أمكن، ويوجههم إلى الحق وإلى خطائهم بقوله: * (ألا إنهم هم المفسدون) * مؤكدا بتلك التأكيدات اللفظية، نظرا إلى ذلك. فهذه الآية تشعر بأن القوة العاقلة إذا خطئت في إدراكها، يجب وجود الشرع والوحي، حتى يخرجها من الظلمات إلى النور وإلى الفئ من الحرور. والله هو الهادي، وهو الصبور الشكور.