عمرو "، وإن اختلفوا في الأخير على أربعة أقوال مقررة في النحو (1).
فعلى كل حال إذا قيل: ألا إنهم هم المفسدون ولكن النصارى، أو قيل:
ولكن طائفة منهم، فهو من الاستدراك، وأما قوله تعالى: * (ولكن لا يشعرون) *، فهو ليس في موقف الاستدراك حتى يفيد الحصر، على ما تحرر في البلاغة: أن من موجبات الحصر كلمة الاستدراك، خلافا لما تقرر في الأصول (2).
اللهم إلا أن يقال: إن الاستدراك المذكور هنا إشعار بأن المفسدين منحصرون فيهم في ذلك العصر، ولو كان يمكن التدارك لتدارك ذلك، فهو دليل على العموم، كما إذا قيل: جاءني القوم ولكن حمارهم ما جاء، فإنه ليس من التدارك الصحيح، ولكنه يفيد عموم الحكم، كما في الاستثناء المنقطع. والله العالم بحقائق الأمور.