وغير ذلك، وما أخذت في إزالتها وإفنائها، وما أخذت في محوها ونفيها، بل قويتها بالواردات والمؤيدات، وسلكت مسالك الأباطيل والشياطين، فقد زادها الله تعالى مرضا وزادهم مرضى، ونعوذ بالله العزيز من هذه الفجائع والعظائم والبلايا والرذائل، فإنها إذا استقرت في النفس وصارت الأنفس محكومة بها حتى تحركت فيها حركة طبيعية، يكون لهم عذاب عظيم بما كانوا يصنعون.
فعليك يا أخي ويا نظيري في خلقي: أن تأخذ بنجاتك من هذه الورطة الظلماء، وتشد عضدك وظهرك للاستنارة بأنوار القرآن، بأن تعمل به عمل إخلاص وتتدبر في آياته تدبرا حسنا وتفكرا مفيدا لدنياك وآخرتك، ولا تكن ممن أقفلت قلوبهم بالمحاسن المعنوية واللفظية والدقائق الحكمية والعرفانية، فإنها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.