العرب تقول ناس من الجن (1)، ولعله أريد منه: أن طائفة من الناس تشبه الجن.
وبالجملة: حكي عن سيبويه والفراء: أن مادته همزة ونون وسين، وحذفت الهمزة شذوذا. وأصله أناس لقوله تعالى: * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * ووزنه فعال (2).
وعن الكسائي: أن مادته نون وواو وسين، ووزنه فعل من النوس، وهي الحركة، يقال: ناس ينوس نوسا إذا تحرك، والنوس تذبذب الشئ في الهواء (3).
وحكي عن جماعة: أنه من " نسي "، وأصله نسي، ثم قلب فصار نيس، ولتحرك الياء وانفتاح ما قبلها قلبت ألفا، فصار ناس، وهذا لقوله تعالى في آدم (عليه السلام): * (فنسي ولم نجد له عزما) * (4)، وهذا مروي عن ابن عباس (5). وعلى هذا يكون وزنه " فلع "، كما كان الأول وزنه فعال.
وقيل: هو من " النسي " بمعنى التأخير مقلوبا، أو محذوف اللام.
وقيل: هو من أنس بمعنى أبصر، وذلك لأنه ظاهر محسوس في مقابل الجن. وهذا من قوله تعالى: * (آنس من جانب الطور نارا) * (6).