الممكن وهو ما في الوقت. انتهى. وهو جيد يساعده ما تكرر مثل ذلك في الآيات القرآنية والأخبار المعصومية، ومنه - قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله...) (1) ولو لم يحمل على ذلك لزم الخلل في معنى ذلك الكلام المتعالى عنه كلام الملك العلام وأهل الذكر (عليهم السلام).
و (ثالثها) - أنه قد روى ابن بكير في الموثق (2) بل الصحيح على قول قوي لكونه ممن نقل فيه اجماع العصابة على تصحيح ما يصح عنه، قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قوله تعالى: إذا قمتم إلى الصلاة ما يعني بذلك: إذا قمتم إلى الصلاة؟
قال: إذا قمتم من النوم...) ويؤيده أيضا نقل العلامة في المنتهى والشيخ في التبيان اجماع المفسرين على ذلك، وحينئذ: فلا حاجة إلى ما ارتكب من تقدير الإرادة في الآية، ومعنى الآية حينئذ: إذا قمتم من حدث النوم قاصدين إلى الصلاة فتوضؤوا. فقد وقع الأمر بالوضوء معلقا على القصد للصلاة بالنسبة إلى من كان محدثا بحدث النوم، وهو نص في الوجوب الغيري في هذا المورد، وهو كاف في صحة الاستدلال. وإن ضم إلى ذلك عدم القول بالفصل بين حدث النوم وغيره من الأحداث تم الاستدلال بالآية بمعونة المقدمة المذكورة على الوجوب الغيري في جميع الأحداث.
(الرابع) - ما ذكره من الإيراد على الخبر بقوله: (وعلى الثاني أن المشروط وجوب الطهور والصلاة..):
فإن فيه (أولا) - أنه متى كان المشروط بالدخول وجوب مجموع الأمرين من الطهور والصلاة من حيث المجموع كما هو ظاهر كلامه، يلزم أن لا يثبت الوجوب بعد دخول الوقت لشئ من ماهية الطهور والصلاة من حيث الانفراد، وهو ظاهر البطلان و (ثانيا) - أنه متى كان انتفاء هذا المجموع لأجل انتفاء الشرط يتحقق