بالقصد المذكور والتفصيل المبين لا على ما كانوا عليه في الجاهلية من نصرة من يكون من القبيلة مطلقا وقد تقدم شرح قوله انصر أخاك ظالما أو مظلوما مستوفى في باب أعن أخاك من كتاب المظالم (قوله يا للأنصار) بفتح اللام وهي للاستغاثة أي أغيثوني وكذا في قول الآخر يا للمهاجرين (قوله دعوها فإنها منتنة) أي دعوة الجاهلية وأبعد من قال المراد الكسعة ومنتنة بضم الميم وسكون النون وكسر المثناة من النتن أي أنها كلمة قبيحة خبيثة وكذا ثبتت في بعض الروايات (قوله فعلوها) هو استفهام بحذف الأداة أي افعلوها أي الأثرة أي شركناهم فيما نحن فيه فأرادوا الاستبداد به علينا وفي مرسل قتادة فقال رجل منهم عظيم النفاق ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك وعند ابن إسحاق فقال عبد الله بن أبي أقد فعلوها نافرونا وكاثرونا في بلادنا والله ما مثلنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك (قوله فقام عمر فقال يا رسول الله دعني أضرب عنقه) في مرسل قتادة فقال عمر مر معاذا أن يضرب عنقه وإنما قال ذلك لان معاذا لم يكن من قومه (قوله دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه) أي أتباعه ويجوز في يتحدث الرفع على الاستئناف والكسر على جواب الامر وفي مرسل قتادة فقال لا والله لا يتحدث الناس زاد ابن إسحاق فقال مر به معاذ بن بشر بن وقش فليقتله فقال لا ولكن أذن بالرحيل فراح في ساعة ما كان يرحل فيها فلقيه أسيد بن حضير فسأله عن ذلك فأخبره فقال فأنت يا رسول الله الأعز وهو الأذل قال وبلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي ما كان من أمر أبيه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بلغي إنك تريد قتل أبي فيما بلغك عنه فإن كنت فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه فقال بل ترفق به وتحسن صحبته قال فكان بعد ذلك إذا أحدث الحدث كان قومه هم الذين ينكرون عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر كيف ترى ووقع في مرسل عكرمة عند الطبري أن عبد الله بن عبد الله بن أبي قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن ولدي يؤذي الله ورسوله فذرني حتى أقتله قال لا تقتل أباك (قوله ثم إن المهاجرين كثروا بعد) هذا مما يؤيد تقدم القصة ويوضح وهم من قال إنها كانت بتبوك لان المهاجرين حينئذ كانوا كثيرا جدا وقد انضافت إليهم مسلمة الفتح في غزوة تبوك فكانوا حينئذ أكثر من الأنصار والله أعلم * (قوله باب قوله هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) كذا لهم وزاد أبو ذر الآية (قوله ينفضوا يتفرقوا) سقط هذا لأبي ذر قال أبو عبيدة في قوله حت ينفضوا حتى يتفرقوا ووقع في رواية زهير سبب قول عبد الله بن أبي ذلك وهو قوله خرجنا في سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد الله بن أبي لا تنفقوا الآية فالذي يظهر أن قوله لا تنفقوا كان سببه الشدة التي أصابتهم وقوله ليخرجن الأعز منها الأذل سببه مخاصمة المهاجري والأنصاري كما تقدم في حديث جابر (قوله الكسع أن تضرب بيدك على شئ أو برجلك ويكون أيضا إذا رميته بسوء) كذا لأبي ذر عن الكشميهني وحده وحق هذا أن يذكر قبل الباب أو في الباب الذي يليه لن الكسع إنما وقع في حديث جابر قال ابن التين الكسع أن تضرب بيدك على دبر شئ أو برجلك وقال القرطبي أن تضرب عجز إنسان بقدمك وقيل الضرب بالسيف على المؤخر وقال ابن القطاع كسع القوم ضرب أدبارهم بالسيف وكسع الرجل ضرب دبره بظهر قدمه وكذا إذا تكلم فأثر بكلامه بما ساءه ونحوه في تهذيب الأزهري (قوله حدثنا إسماعيل بن
(٤٩٨)