أبى عوانة ووافق أباه على روايته عن عبد الله بن عمرو عمر بن الحكم بن ثوبان وحديثه في مسلم (قوله لا يقبض العلم انتزاعا) أي محوا من الصدور وكان تحديث النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في حجة الوداع كما رواه أحمد والطبراني من حديث أبي أمامة قال لما كان في حجة الوداع قال النبي صلى الله عليه وسلم خذوا العلم قبل أن يقبض أو يرفع فقال أعرابي كيف يرفع فقال ألا ان ذهاب العلم ذهاب حملته ثلاث مرات قال ابن المنير محو العلم من الصدور جائز في القدرة الا أن هذا الحديث دل على عدم وقوعه (قوله حتى إذا لم يبق عالم) هو بفتح الياء والقاف وللاصيلى بضم أوله وكسر القاف وعالما منصوب أي لم يبق الله عالما وفى رواية مسلم حتى إذا لم يترك عالما (قوله رؤسا) قال النووي ضبطناه بضم الهمزة والتنوين جمع رأس قلت وفى رواية أبي ذر أيضا بفتح الهمزة وفى آخره همزة أخرى مفتوحة جمع رئيس (قوله بغير علم) وفى رواية أبى الأسود في الاعتصام عند المصنف فيفتون برأيهم ورواها مسلم كالأولى (قوله وقال الفربري) هذا من زيادات الراوي عن البخاري في بعض الأسانيد وهى قليلة (قوله نحوه) أي بمعنى حديث مالك ولفظ رواية قتيبة هذه أخرجها مسلم عنه وفى هذا الحديث الحث على حفظ العلم والتحذير من ترئيس الجهلة وفيه ان الفتوى هي الرياسة الحقيقية وذم من يقدم عليها بغير علم واستدل به الجمهور على القول بخلو الزمان عن مجتهد ولله الامر يفعل ما يشاء وسيكون لنا في المسئلة عود في كتاب الاعتصام إن شاء الله تعالى (قوله باب هل يجعل) أي الامام وللاصيلى وكريمة يجعل بضم أوله وعندهما يوم بالرفع لأجل ذلك (قوله على حدة) بكسر المهملة وفتح الدال المهملة المخففة أي ناحية وحدهن والهاء عوض عن الواو المحذوفة كما قالوا في عدة من الوعد (قوله حدثنا آدم) هو ابن أبي اياس (قوله قال النساء) كذا لأبي ذر وللباقين قالت النساء وكلاهما جائز وغلبنا بفتح الموحدة والرجال بالضم لأنه فاعله (قوله فاجعل لنا) أي عين لنا وعبر عنه بالجعل لأنه لازمه ومن ابتدائية متعلقة باجعل والمراد رد ذلك إلى اختياره (قوله فوعظهن) التقدير فوفى بوعده فلقيهن فوعظهن ووقع في رواية سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة بنحو هذه القصة فقال موعدكن بيت فلانة فاتاهن فحدثهن (قوله وأمرهن) أي بالصدقة أو حذف المأمور به لإرادة التعميم (قوله ما منكن امرأة) وللاصيلى ما من امرأة ومن زائدة لفظا وقوله تقدم صفة لامرأة (قوله الا كان لها) أي التقديم (حجابا) وللاصيلى حجاب بالرفع وتعرب كان تامة أي حصل لها حجاب وللمصنف في الجنائز الا كن لها أي الأنفس التي تقدم وله في الاعتصام الا كانوا أي الأولاد (قوله فقالت امرأة) هي أم سليم وقيل غيرها كما سنوضحه في الجنائز (قوله واثنين) ولكريمة واثنتين بزيادة تاء التأنيث وهو منصوب بالعطف على ثلاثة ويسمى العطف التلقيني وكأنها فهمت الحصر وطمعت في الفضل فسألت عن حكم الاثنين هل يلتحق بالثلاثة أولا وسيأتى في الجنائز الكلام في تقديم الواحد (قوله حدثني محمد بن بشار) أفاد بهذا الاسناد فائدتين إحداهما تسمية ابن الأصبهاني المبهم في الرواية الأولى والثانية زيادة طريق أبي هريرة التي زاد فيها التقييد بعدم بلوغ الحنث أي الاثم والمعنى انهم ماتوا قبل أن يبلغوا لان الاثم انما يكتب بعد البلوغ وكأن السر فيه أنه لا ينسب إليهم إذ ذاك عقوق فيكون الحزن عليهم أشد وفى الحديث ما كان عليه نساء الصحابة من الحرص على تعليم أمور الدين وفيه جواز الوعد وأن
(١٧٥)