ما تحته وأما الغسل من الجنابة فتفرغ بيمينك على شمالك ثم تدخل يدك في الاناء فتغسل فرجك وما أصابك ثم توضأ وضوءك للصلاة ثم تفرغ على رأسك ثلاث مرات تدلك رأسك كل مرة. رواه أبو يعلى من هذه الطريق ورجال أبي يعلى ثقات وكذلك رجال أحمد إلا أن فيه من لم يسم فهو مجهول. وعن أنس أن وفد ثقيف قالوا يا رسول الله ان أرضنا أرض باردة فما يكفينا من غسل الجنابة قال أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثا. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وعن أنس بن مالك قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين فأخذت أمي بيدي فانطلقت بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إنه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا قد أتحفتك بتحفة وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا فخذه فليخدمك ما بدا لك فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما ضربني ضربة ولا سبني سبة ولا انتهرني ولا عبس في وجهي وكان أول ما أوصاني به أن قال يا بني أكتم سري تكن مؤمنا فكانت أمي وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألنني عن سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أخبرهم به ولا أخبر بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا أبدا وقال يا بني عليك بإسباغ الوضوء يحبك حافظاك ويزاد في عمرك ويا أنس بالغ في الاغتسال من الجنابة فإنك تخرج من مغتسلك وليس عليك ذنب ولا خطيئة قال قلت كيف المبالغة يا رسول الله قال تبل أصول الشعر وتنقي البشرة ويا بني إن استطعت أن لا تزال على وضوء فإنه من يأتيه الموت وهو على وضوء يعطى الشهادة ويا بني إن استطعت أن لا تزال تصلي فان الملائكة تصلي عليك ما دمت تصلي ويا أنس إذا ركعت فأمكن كفيك من ركبتيك وفرج بين أصابعك وارفع مرفقيك عن جنبيك ويا بني إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو منك موضعه فان الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده يا بني إذا سجدت فأمكن جبهتك وكفيك من الأرض ولا تنقر نقر الديك ولا تقع إقعاء الكلب - أو قال الثعلب - وإياك والالتفات في الصلاة فان الالتفات في الصلاة هلكة فإن كان لا بد ففي النافلة لا في الفريضة ويا بني إذا خرجت من بيتك فلا تقعن عيناك على أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه فإنك ترجع مغفورا لك ويا بني إذا دخلت منزلك فسلم على نفسك وعلى أهل بيتك ويا بني فان استطعت ان تصبح وتمسي وليس في قلبك غش
(٢٧١)