والأحكام النبوية واحياء دارس الشريعة المحمدية، لكان كافيا في كمال ورعه وجمال سيرته.
ونحو ذلك يقال في علم الهدى وأخيه رضوان الله عليهما، على أن الذي يجب على هذا المستشهد أن ينقل عنهم ولو بخبر واحد أنهم أخذوا القرية الفلانية لأمر السلطان لهم بذلك، حتى يثبت استشهاده، وحسن أن يتمثل له يقول الشاعر:
وأفحش عيب المرء أن يدفع الفتى * أذى النقص عنه بانتقاص الأفاضل ثم قال ردا على بعض كلام الكركي: إن هذا من كرامات القرن العاشر، حيث أظهر أن من يسمى بالعلم ويوصف به ويجلس منتصبا للفتوى يبسط مثل هذا في منتصف وليس أعجب من ذلك إلا سماع أهل القرن لهذا التأليف من غير أن ينكره منكر منهم، إنكار يردع مثل هذا المؤلف أن يؤلف مثله، ولا أعرف جوابا عن هذين إلا ما قاله عليه السلام: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا... " وها أنا ذا أنفة على الدين أبين ما فيه.
ثم قال بعد ما ذكر اعتراضا للكركي على بعض العلماء:
وكم من عائب قولا صحيحا * وآفته من الفهم السقيم ثم قال: وبالجملة فهذا الرجل لم يعض بضرس قاطع على العلم ليعرف مقاصده وينال مطالبه، فلو مشى الهوينا وتأخر حيث أخره القدر كان أنسب بمقامه.
ثم قال: فانظر أيها المتأمل بعين البصيرة إلى قلة تأمل هذا الرجل وجرأته على دعوى الاجماع.
ثم قال: على أن هذا المؤلف فيما علمته والله على ما أقول شهيد في مرتبة يقصر عما يدعيه لنفسه، فأحببت أن أعرفه وأعرف أهل الفضل مرتبته أيضا، فرسالته هذه مع كونها واهية المباني ركيكة المعاني قد اشتهرت بين أهل الراحة وحب الاشتهار بشعائر الأبرار، فأحببت إظهار ما غفلوا عنه قربة إلى الله تعالى، لئلا يضيع الحق