المالكي: الفطر أفضل وقال آخرون هما سواء وقال مجاهد وعمر بن عبد العزيز وقتادة الأفضل منهما هو الأيسر والأسهل عليه قال ابن المنذر وبه أقول * واحتج لمن رجح الفطر بالأحاديث السابقة كقوله صلى الله عليه وسلم " ليس من البر الصوم في السفر " وقوله صلى الله عليه وسلم في الصائمين " أولئك العصاة " وحديث ابن عباس رضي الله عنهما " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ كرع الكديد وهو بفتح الكاف ثم أفطر قال وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره " رواه البخاري ومسلم وحديث حمزة بن عمرو السابق " هي رخصة من الله فمن اخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه " واحتج أصحابنا بحديث أبي الدرداء السابق في صيام النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة وبحديث أبي سعيد السابق " كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر " إلى آخره وهذان الحديثان هما المعتمد في المسألة وكذا حديث عائشة " قصرت وأتممت " في صيام النبي إلى آخره (وأما) الحديث المروى عن سلمة بن المحبق بكسر الباء وفتحها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من كان في سفر على حمولة يأوى إلى شبع فليصم حيث أدركه رمضان " (فهو) حديث ضعيف رواه البيهقي وضعفه ونقل عن البخاري تضعيفه وانه ليس بشئ وكذا الحديث المرفوع عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم " ان أفطرت فهو رخصة وإن صمت فهو أفضل " حديث منكر قاله البيهقي وإنما هو موقوف على أنس (والجواب) عن الأحاديث التي احتج بها القائلون بفضل الفطر إنها محمولة على من يتضرر بالصوم وفى بعضها التصريح بذلك كما سبق ولابد من هذا التأويل ليجمع بين الأحاديث والله أعلم *
(٢٦٦)