وعلم الله وقدرة الله، وأراد كونه عالما أو كونه قادرا وأراد بذلك اليمين كان يمينا، وإن أراد المعنى الذي يكون العالم والقادر به عالما وقادرا لم يكن ذلك يمينا لأنه تعالى عالم لنفسه وقادر لنفسه، فإذا قال أقسمت بالله وأراد بذلك اليمين كان يمينا؟ وإن أطلق ذلك لم يكن يمينا لأن قوله " أقسمت بالله " يحتمل أن يكون خبرا والخبر عن أنه أقسم متقدما لا يكون يمينا؟ فإن لم يرد بذلك الخبر ونوى اليمين كان يمينا صحيحة.
وإذا قال: لعمر الله، ونوى اليمين بذلك كان يمينا وإذا أطلق ولم ينو اليمين لم يكن يمينا، وإذا قال: أعزم بالله، لم يكن يمينا نوى بذلك اليمين أو لم ينو لأن ذلك ليس من ألفاظ اليمين، وإذا قال: أسألك بالله أو قال: أقسم عليك بالله لتفعلن كذا، لم يكن يمينا، وإذا قال: والذي نفسي بيده، ونوى اليمين كان ذلك يمينا لأنه روي أن النبي ص كان يقسم بذلك كثيرا فيقول تارة والله الذي نفسي بيده وتارة والذي نفس محمد بيده، وإذا قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ونوى اليمين كان ذلك يمينا لأنه روي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع كان يقسم بذلك فيقول: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتردى بالعظمة.
وإذا حلف في النفي أو الإثبات واستثنى فقال: إن شاء الله، سقط حكم اليمين بذلك ولم يثبت لها حنث، وإنما سقط ذلك بهذا الاستثناء إذا كان متصلا غير منفصل وذلك أن يأتي به نسقا من غير قطع الكلام أو يأتي به في معنى الموصول وهو أن يكون الكلام انقطع لانقطاع النفس أو الصوت أو عي أو تذكر فإذا أتى به على هذا الوجه صح، وإن فصل بينه وبين اليمين فصلا طويلا على غير ما ذكرناه ثم استثنى أو تشاغل بحديث آخر حين فراغه من اليمين سقط بحكم الاستثناء.
فإذا كان الاستثناء بالمشيئة لا يصح في اليمين إلا أن يكون موصولا كما ذكرناه، فلا يصح أيضا إلا أن يكون نطقا وقولا فإن كان نية أو اعتقادا لم يصح، وإذا أتى به قولا ونطقا لم يصح إلا أن يقصد به الاستثناء وينوي ذلك ويعتقده، فإن لم يكن كذلك لم يصح؟