فقال: أجل والله إني لمنهم، قال: فاستمع مني ثم أردد علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بايع الناس تحت الشجرة كان بعث عثمان في سرية وكان في حاجة الله وحاجة رسوله و حاجة المؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن يميني يدي وشمالي يد عثمان، فضرب شماله على يمينه وقال: هذه يد عثمان وإني قد بايعت له، ثم كان من شأن عثمان في البيعة الثانية: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عثمان إلى علي فكان أمير اليمن فصنع به مثل ذلك.
إلى آخر الرواية وهي طويلة أخرجها المحب الطبري في الرياض النضرة 2: 94 وقد حذف إسنادها تحفظا عليها، وفي متنها شواهد تدل على وضعها وانها مكذوبة مختلقة وهي تغنينا عن عرفان رجال السند.
وأخرج الحاكم في المستدرك 3: 98 من طريق حبيب بن أبي مليكة، قال:
جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما فقال: أشهد عثمان بيعة الرضوان؟ قال: لا. قال:
فشهد بدرا؟ قال: لا. قال: فكان ممن استزله الشيطان قال: نعم. فقام الرجل، فقال له بعض القوم: إن هذا يزعم الآن إنك وقعت في عثمان. قال: كذلك يقول؟ قال:
ردوا علي الرجل، فقال: عقلت ما قلت لك؟ قال: نعم سألتك هل شهد عثمان بيعة الرضوان؟
قلت: لا. وسألتك هل شهد بدرا؟ فقلت: لا. وسألتك هل كان ممن استزله الشيطان؟
فقلت: نعم. فقال: أما بيعة الرضوان فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قام فقال: إن عثمان انطلق في حاجة الله وحاجة رسوله. فضرب له بسهم ولم يضرب لأحد غاب غيره، وأما الذين تولوا يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفى الله عنهم إن الله غفور حليم.
ألا تعجب من هذه الأعذار المفتعلة الباردة وقد خفيت على الصحابة الحضور يوم بدر البالغ جمعهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا (1) وعلى الذين بايعوا تحت الشجرة وكانوا ألفا وأربعمائة أو أكثر (2) لم يك يعلم بها إلا رجلين أحدهما ابن عمر الذي كان