من دون أن تعطي لذلك الغير أي امتياز.
غير أن في إعطاء هذا الخمس لهؤلاء تكريم للنبي الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم "، وتأكيد على قدسيته ومكانته في نفوس الناس، مع عدم الانتقاص من حق ولا من مكانة أحد، الامر الذي يعطي للناس زخما عقيديا، ومن ثم سلوكيا تحتاج إليه الأمة.
ويلاحظ اهتمام القرآن في هذا الامر في غير مورد، كقوله تعالى:
﴿يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي، ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض﴾ (1).
ثم إنه تعالى قد أمر الناس بالصلاة والتسليم على رسوله الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " وليس ذلك إلا لأجل أنه تعالى يريد أن يستفيد من ذلك في خدمة الدين والانسان والانسانية.
أضف إلى ما تقدم أن هذا الاعطاء ليس بلا حدود ولا قيود، بحيث يوجب أن تتكدس الأموال عند طائفة معينة، مع حاجة الآخرين إليها فلا يعطي لكل إلا بمقدار مؤونة سنته، وما يرفع حاجته، كما في الروايات والفتاوى. كما أن أمر سهم الامام بيد الامام أو المجتهد، وكذا سهم السادة على بعض الفتاوى.
أما بالنسبة إلى الزكاة فليس الامر كذلك، إذ يمكن إعطاء مبالغ ضخمة منها لمستحقها، بحيث ينتقلون من الفقر إلى الغنى دفعة واحدة.
ومن جهة ثانية، فإن الخمس - إلى جانب أمور أخرى - قد ساهم مساهمة فعالة في حفظ الدين على مدى التاريخ، فهو الذي حفظ ارتباط الناس بالمرجعية الدينية، وساهم في بعث الثقة المتبادلة فيما بينهم وبينها، وساعد الناس على التغلب على آثار إهمال، واضطهاد الحكام