أولا: الروايات مضطربة، وغير متوافقة، كما يعلم بالمراجعة إلى مصادرها والمقارنة فيما بينها. ومعنى ذلك هو أنها لا يمكن أن تكون كلها صحيحة.
وثانيا: قال النووي بعد أن ذكر بعض نصوص الرواية: " وأشباه هذه الألفاظ المصرحة بأن أبا هريرة حضر القصة، وهو مسلم. وقد اجتمعوا على أن أبا هريرة إنما أسلم عام خيبر، سنة سبع من الهجرة، بعد بدر بسبع سنين. وكان الزهري يقول: إن ذا اليدين هو ذو الشمالين، وأنه قتل ببدر، وأن قصته في الصلاة كانت قبل بدر إلخ " (1).
أضف إلى ذلك: أن شعيب بن مطير قد أخبر عن أبيه: أنه التقى بذي اليدين وحدثه بما جرى في صلاة النبي (ص)، مع أن مطيرا متأخر جدا ولم يدرك زمن النبي (ص) (2).
وقد صرح بأن ذا اليدين هو ذو الشمالين في رواية وردت عن الإمام الصادق (ع) (3). وكذا ورد في مصادر أخرى (4). كما أن بعض الروايات الأخرى قد جمعت بين اللقبين (5) فراجع.