قال في النور هذا الراعي لا أعرف اسمه قال وكلم الذئب غير واحد فانظرهم في تعليقي على البخاري أقول ذكر في حياة الحيوان عن ابن عبد البر كلم الذئب من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثلاثة رافع بن عميرة وسلمة بن الأكوع ووهبان بن أوس وأما ما سمع من بعض الأشجار فقد روى عن أبي بكر رضي الله تعالى عنه أنه قيل له هل رأيت قبل الإسلام شيئا من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم قال نعم بينا أنا قاعد في ظل شجرة في الجاهلية إذ تدلى على غصن من أغصانها حتى صار على رأسي فجعلت أنظر إليه وأقول ما هذا فسمعت صوتا من الشجرة هذا النبي يخرج في وقت كذا وكذا فكن أنت من أسعد الناس به والله أعلم وأما تساقط النجوم وطرد الجن بها عن استراق السمع فقد قال ابن إسحاق لما تقارب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضر مبعثه حجبت الشياطين عن السمع وحيل بينها وبين المقاعد التي كانت تقعد فيها فرموا بالنجوم فعرف الجن أن ذلك لأمر حدث من الله في العباد يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم حين بعثه يقص عليه خبرهم إذ حجبوا * (وأنا لمسنا السماء) * أي طلبنا استراق السمع منها * (فوجدناها ملئت حرسا شديدا) * أي ملائكة أقوياء يمنعون عنها * (وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع) * لخلوها عن الحرس والشهب * (فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا) * أي أرصد له ليرمى به أي ومن يخطف الخطفة منهم بخفة حركته يتبعه شهاب ثاقب يقتله أي أو يحرق وجهه أو يخبله قبل أن يلقيها إلى الكاهن وذلك لئلا يلتبس أمر الوحي بشيء من خبر الشياطين مدة نزوله وبعد انقضائه وموته صلى الله عليه وسلم لئلا تدخل الشبهة على ضعفاء العقول فربما توهموا عود الكهانة التي سببها استراق السمع وأن أمر رسالته صلى الله عليه وسلم تم فاقتضت الحكمة حراسة السماء في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد موته ومن ثم قال لا كهانة بعد اليوم وقد حدث بعضهم قال إن أول العرب فزع للرمى بالنجوم حين رمى بها ثقيف وإنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له عمرو بن أمية وكان أدهى العرب وأنكرها رأيا أي أدهاها رأيا وكان ضريرا وكان يخبرهم بالحوادث فقالوا له يا عمرو ألم تر أي تعلم ما حدث في السماء من الرمي بهذه النجوم فقال بلى فانظروا فإن كانت معالم النجوم أي
(٣٣٥)