وأبو هريرة، وجابر، مع أشباه لهم، يفتون بالمدينة، ويحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا (1).
قال: وهؤلاء الخمسة، إليهم صارت الفتوى.
الشافعي: أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن بكير بن الأشج، عن معاوية بن أبي عياش الأنصاري: أنه كان جالسا مع ابن الزبير، فجاء محمد بن إياس بن البكير، فسأل عن رجل طلق ثلاثا قبل الدخول. فبعثه إلى أبي هريرة، وابن عباس - وكانا عند عائشة - فذهب، فسألهما.
فقال ابن عباس لأبي هريرة: أفته يا أبا هريرة; فقد جاءتك معضلة.
فقال: الواحدة تبينها، والثلاث تحرمها. وقال ابن عباس مثله (2).
وقد كان أبو هريرة يجلس إلى حجرة عائشة، فيحدث، ثم يقول: يا صاحبة الحجرة، أتنكرين مما أقول شيئا؟
فلما قضت صلاتها، لم تنكر ما رواه; لكن قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سردكم (3).