التحقيقية، في نطاق السيرة النبوية المباركة، لسد الفراغ الموجود في هذا المجال.
ثم هو يذكي شعورا لدى مؤلفه، بأن جهده الذي يبذله لن يكون بدون جدوى، بل ربما يكون ضروريا ولازما، الامر الذي يمنحه فرصة للتفكير في الرجوع عن قراره السابق بعدم الاستمرار في كتابة فصول هذا الكتاب، بسبب ما يواجهه من صعوبات، وما يتحمله من مشاق في هذا السبيل.
2 - إن هذه الطبعة تمتاز عن سابقتيها بأنها قد جاءت أكثر دقة وصفاء، وصحة ونقاء منهما، حيث قد أعيد النظر في كثير من النقاط التي كان هذا الكتاب قد أثارها. وحصلت فيها تصحيحات وإضافات، وتغييرات كثيرة، إما تأييدا وتأكيدا، أو تنقيحا وتصحيحا.
كما وحصلت إضافات كثيرة في هوامش الكتاب، بالإضافة إلى بعض التصحيحات فيها.
وقد كانت هذه التغييرات والإضافات من الكثرة، بحيث أصبحت أجزاء الكتاب ثمانية بعد أن كانت ستة أجزاء.
3 - لقد أعدنا النظر في تمهيد الكتاب، وتوسعنا في مطالبه، إلى حد أنها أصبحت تشكل واحدا من أجزاء الكتاب المستقلة، فاعتبرناه مدخلا لدراسة السيرة النبوية المباركة، وكان هو أول أجزائها في هذه الطبعة، وأصبح الجزء الأول هو الثاني والثاني هو الثالث، وهكذا.
ولم نكن لنصنع ذلك لولا أننا رأينا: أن من المهم جدا تعريف القارئ والباحث على قضايا وسياسات كانت ولا تزال تخفى تارة وتظهر أخرى، ولم تستطع حتى الان أن تحتل مكانتها الحقيقية في التكوين الفكري في المجال الثقافي العام.