لانهم اجتهدوا في ذلك " (1).
وقال الكيا الطبري: " وأما ما وقع بينهم من الحروب والفتن، فتلك أمور مبنية على الاجتهاد، وكل مجتهد مصيب، والمصيب واحد، والمخطئ معذور، بل مأجور " (2).
والملفت للنظر هنا: أننا نجد البعض لا تطاوعه نفسه على تخطئة الفئة الباغية على إمام زمانها، فيقول: إن عليا " عليه السلام " وأصحابه كانوا أقرب إلى الحق (3).
وكأنه يريد أن يوحي للقارئ بأن معاوية قريب أيضا لكن علي أقرب، كما أنه بتعبيره هذا يكون قد تجنب التصريح بكون علي " عليه السلام " مع الحق، والحق معه. ولا نستغرب على هؤلاء مثل هذا البغي والظلم، فإنما هي شنشنة أعرفها من أخزم.
وقال المقبلي، ونعم ما قال: " بعد أن تم لهم تعريف الصحبة ذيلوها باطراح ما وقع من مسمى الصحابي، فمنهم من يتستر بدعوى الاجتهاد، دعوى تكذبها الضرورة في كثيرة (كذا) من المواضع، ومنهم من يطلق - ويا عجباه من قلة الحياء - في ادعائهم الاجتهاد لبسر بن أرطأة، الذي انفرد بأنواع الشر، لأنه مأمور المجتهد معاوية، ناصح الاسلام في سب علي بن أبي طالب وحزبه. وكذلك مروان، والوليد الفاسق. وكذلك الاجتهاد الجامع للشروط في البيعة ليزيد، ومن أشار بها، وسعى فيها، أو