المؤمنين ع كتاب الله عز وجل. وفي رجال بحر العلوم الطباطبائي:
سلمان المحمدي ابن الاسلام أبو عبد الله أول الأركان الأربعة مولى رسول الله ص وحواريه الذي قال فيه سلمان منا أهل البيت أصله من أصبهان من قرية يقال لها جي هاجر في طلب العلم والدين وهو صبي وآمن بالنبي ص قبل ان يبعث وعرفه بالصفة والنعت لما هاجر إلى المدينة وشهد معه الخندق إلى ما بعده من المشاهد شغله الرق عما قبل ذلك ولما قبض ص لزم أمير المؤمنين ولم يبايع حتى أكره على البيعة ووجئت عنقه تولى حكومة المدائن في زمان عمر بأمر علي وبها توفي اه وألف الفاضل المتتبع الشيخ ميرزا حسين النوري المعاصر كتابا سماه نفس الرحمن في أحوال سلمان عندنا منه نسخة لم تحضرنا حال التأليف.
أقوال غيرنا فيه في الاستيعاب سلمان الفارسي أبو عبد الله كان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا يقال انه مولى رسول الله ص ويعرف بسلمان الخير كان أصله من فارس من رامهرمز من قرية يقال لها جي ويقال بل أصله من أصبهان لخبر قد ذكرته في التمهيد وهناك ذكرت حديث اسلامه بتمامه وكان إذا قيل له ابن من أنت قال انا سلمان ابن الاسلام من بني آدم. وروى أبو إسحاق السبيعي عن أبي قرة الكندي عن سلمان الفارسي قال كنت من أبناء أساورة فارس في حديث طويل ذكره وكان سلمان يطلب دين الله تعالى ويتبع من يرجو ذلك عنده فدان بالنصرانية وغيرها وقرأ الكتب وصبر في ذلك على مشقات نالته وذلك كله مذكور في خبر اسلامه. وفي أسد الغابة سلمان الفارسي أبو عبد الله ويعرف بسلمان مولى رسول الله ص كان من خيار الصحابة وزهادهم وفضلائهم وسئل عن نسبه فقال انا سلمان ابن الاسلام أصله من فارس من رامهرمز وقيل إنه من جي وهي مدينة أصفهان وفي الإصابة سلمان أبو عبد الله الفارسي ويقال له سلمان ابن الاسلام وسلمان الخير أصله من رام هرمز وقيل من أصبهان وكان قد سمع بان النبي ص يبعث فخرج في طلب ذلك فأسر وبيع بالمدينة فاشتغل بالرق حتى كان أول مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق وولي المدائن وكان عالما زاهدا وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به وينسج الخوص ويأكل من كسب يده اه. وفي شرح النهج الحديدي ج 4 ص 225 كان سلمان من شيعة علي ع وخاصته وتزعم الامامية انه أحد الأربعة الذين حلقوا رؤوسهم واتوه متقلدي سيوفهم في خبر يطول وليس هذا موضع ذكره وأصحابنا لا يخالفونهم في أن سلمان كان من الشيعة وانما يخالفونهم في أمر أزيد من ذلك. وفي رجال الكشي قال كعب الأحبار سلمان حشي علما وحكمة.
مشاهده مع رسول الله ص في الاستيعاب أول مشاهده الخندق وهو الذي أشار بحفره فقال أبو سفيان وأصحابه إذ رأوه هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها وقد قيل إنه شهد بدرا واحدا الا انه كان عبدا يومئذ والأكثر ان أول مشاهده الخندق ولم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول الله ص وفي أسد الغابة بسنده قال سلمان فاتني معه بدر واحد بالرق وأول مشاهده مع رسول الله ص الخندق ولم يتخلف عن مشهد بعد الخندق.
عمن روى ومن روى عنه في الاستيعاب روى عنه من الصحابة ابن عمر وابن عباس وانس وأبو الطفيل وزاد في أسد الغابة عنه عقبه بن عامر وأبو سعيد الخدري وكعب بن عجرة من الصحابة ومن التابعين ومن بعدهم أبو عثمان النهدي. وشرحبيل بن السمط وغيرهم وزاد في تهذيب التهذيب روى عن النبي ص وعنه أم الدرداء الصغرى وزاذان أبو عمرو سعيد بن وهب الهمداني وطارق بن شهاب وعبد الله بن وديعة وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وشهر بن حوشب وفي سماعه منه نظر وجماعة اه.
أخباره وأحواله في الاستيعاب له اخبار حسان وفضائل جمة ذكر معمر عن رجل من أصحابه دخل قوم على سلمان وهو أمير على المدائن وهو يعمل الخوص فقيل له تعمل هذا وأنت أمير يجري عليك رزق فقال اني أحب ان اكل من عمل يدي وذكر انه تعلم عمل الخوص بالمدينة من الأنصار عند بعض مواليه وذكر هشام بن حسان عن الحسن كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها وعن مالك كان سلمان يعمل الخوص بيده فيعيش منه ولا يقبل من أحد شيئا ولم يكن له بيت وانما كان يستظل بالجدر والشجر وان رجلا قال له ألا نبني لك بيتا فيه تسكن فقال ما لي فيه حاجة فما زال به الرجل حتى قال له اني اعرف البيت الذي يوافقك قال فصفه لي قال ابني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه وإذا أنت مددت فيه رجليك أصابهما الجدار قال نعم فبنى له بيتا كذلك. وفي أسد الغابة قال حذيفة لسلمان ألا نبني لك بيتا قال لم لتجعلني ملكا وتجعل لي دارا مثل بيتك الذي بالمدائن قال لا ولكن نبني لك بيتا من قصب ونسقفه بالبردي إذا قمت كاد ان يصيب رأسك وإذا نمت كاد ان يصيب طرفيك قال فكأنك كنت في نفسي وكان عطاؤه خمسة آلاف فإذا خرج عطاؤه فرقه واكل من كسب يده وكان يسف الخوص وهو الذي أشار على رسول الله ص بحفر الخندق لما جاءت الأحزاب فلما امر رسول الله ص بحفره احتج المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلا قويا فقال المهاجرون سلمان منا وقال الأنصار سلمان منا فقال رسول الله ص سلمان منا أهل البيت اه وفي ذلك يقول أبو فراس الحمداني:
كانت مودة سلمان لهم رحما * ولم يكن بين نوح وابنه رحم ولما رأى المشركون الخندق قالوا هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها فقيل لهم هذا من الفارسي الذي معه. وروى الكشي بسنده عن أبي عبد الله ع تزوج سلمان امرأة من كندة فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة فقال سلمان ان في بيتكم هذا لمريضا أو قد تحولت الكعبة فيه فقيل ان المرأة أرادت ان تستر على نفسها فيه قال فما هذه الجارية قالوا كان لها شئ فأرادت ان تخدم قال إني سمعت رسول الله ص يقول أيما رجل كانت عنده جارية فلم يأتها أو لم يزوجها من يأتيها ثم فجرت كان عليه وزر مثلها ومن اقرض قرضا فكأنما تصدق بشطره فان اقرضه الثانية كان رأس المال. وأداء الحق إلى أن يأتيه به في بيته أو في رحله فيقول ها خذه خبره يوم السقيفة روى الكشي بسنده عن أبي جعفر ع قال جاء المهاجرون