صلب عاريا فنسجت العنكبوت على عورته اه وقيل تدلت قطعة لحم منه فسترت عورته.
ورأى جرير بن حازم كما في مقاتل الطالبيين وتهذيب التهذيب النبي ص في المنام وهو متساند إلى جذع زيد بن علي وهو مصلوب وهو يقول للناس أهكذا تفعلون بولدي. وقال ابن عساكر ان الموكل بخشبته رأى النبي ص في النوم وقد وقف على الخشبة وقال هكذا تصنعون بولدي من بعدي يا بني يا زيد قتلوك قتلهم الله صلبوك صلبهم الله فخرج هذا في الناس فكتب يوسف بن عمر إلى هشام ان عجل إلى العراق فقد فتنوا فكتب إليه هشام ان أحرقه بالنار. وجازي الله يوسف بن عمر على سوء فعلته في دار الدنيا والعذاب الآخرة أشد وأبقى فإنه لما ولي يزيد بن الوليد استعمل على العراق منصور بن جهور فلما كان بعين التمر كتب إلى من بالحيرة من قواد أهل الشام يأمرهم يأخذ يوسف وعماله فعلم بذلك يوسف فتحير في امره ثم اختفى عند محمد بن سعيد بن العاص فلم ير رجل كان مثل عتوه خاف خوفه ثم هرب إلى الشام فنزل البلقاء فلما بلغ خبره يزيد بن الوليد وجه إليه خمسين فارسا فوجدوه بين نسوة قد القين عليه قطيفة خز وجلسن على حواشيها حاسرات فجروا برجله وأخذوه إلى يزيد فوثب عليه بعض الحرس فاخذ بلحيته ونتف بعضها وكانت تبلغ إلى سرته فحبسه يزيد وبقي محبوسا ولاية يزيد وشهرين وعشرة أيام من ولاية إبراهيم ثم قتل في الحبس هذا مختصر ما في كامل ابن الأثير.
والتمثيل بالقتيل بعد الموت يدل على خسة النفوس وخبثها والرجل الشريف النبيل يكتفي عند الظفر بخصمه بقتله ان لم يكن للعفو موضع وتأنف نفسه ويأبى له كرم طباعه التمثيل بعدوه ولو كان من اعدى الأعداء بل لا يسلبه ثيابه ولا درعه كما فعل أمير المؤمنين علي ع حين قتل عمرو بن عبدو واستدلت أخته بذلك على أن قاتل أخيها رجل كريم وقال له بعض الأصحاب هلا سلبته درعه فإنها داودية فقال كلا ان عمرا رجل جليل وافتخر بذلك فقال:
وعففت عن أثوابه ولو انني كنت المجدل بزني أثوابي ونهى رسول الله ص عن المثلة ولو بالكلب العقور وكانت بسيرة بني أمية رجالهم ونسائهم وسيرة عمالهم المقتدين بهم والمتبعين لأوامرهم التمثيل بالقتلى من أخصامهم فمثلت هند ابنة عتبة أم معاوية وزوجة أبي سفيان بقتلى أحد واتخذت من آذان الرجال وآنافهم خدما وقلائد وبقرت عن كبد حمزة واخذت منها قطعة فلاكتها فلم تستطع ان تسيغها فلفظتها وسميت آكلة الأكباد وعير بنوها بذلك إلى آخر الدهر وسموا بني آكلة الأكباد وامر أمير المؤمنين على ع ولده ان يدفنوه ليلا ويخفوا قبره خوفا من بني أمية ان ينبشوه ويمثلوا به لما علمه بما سمعه من الرسول ص من دولتهم ومثل دعي بني أمية وابن دعيهم وهانئ بن عروة ومثل ابن سعد بأمر الدعي ابن الدعي بالحسين سبط رسول الله ص وريحانته يوم كربلاء وبأهله وأصحابه ومثلوا بزيد بن علي أفظع المثلة كما سمعت فدلوا بذلك على خبث سرائرهم وخسة نفوسهم ودنائتها وبعدهم عن الشهامة ومكارم الأخلاق وسمو الصفات.
ملكنا فكان العفو منا سجية * فلما ملكتم سال بالدم أبطح وحللتم قتل الأسارى ولم نزل * نعف عن العاني الأسير ونصفح وحسبكم هذا التفاوت بيننا * وكل اناء بالذي فيه ينضح ولئن أحرق هشام عظام زيد بنار الدنيا فقد سلط الله عليه وعلى أهل بيته من بني العباس من نبشهم وأحرقهم بنار الدنيا واحرق الله هشاما وأهل بيته لظلمهم والحادهم بنار الآخرة التي لا أمد لها.
قال المسعودي: حكى الهيثم بن عدي الطائي عن عمر بن هانئ قال خرجت مع عبد الله بن علي لنبش قبور بني أمية في أيام أبي العباس السفاح فانتهينا إلى قبر هشام فاستخرجناه صحيحا ما فقدنا منه الا حثمة أنفه فضربه عبد الله بن علي ثمانين سوطا ثم أحرقه واستخرجنا سليمان من ارض دابق فلم نجد منه شيئا الا صلبه وأضلاعه ورأسه فأحرقناه وفعلنا ذلك بغيرهما من بني أمية وكانت قبورهم بقنسرين ثم انتهينا إلى دمشق فاستخرجنا وليد بن عبد الملك فما وجدنا في قبره قليلا ولا كثيرا واحتفرنا عن عبد الملك فما وجدنا الا شؤون رأسه ثم احتفرنا عن يزيد بن معاوية فما وجدنا فيه الا عظما واحدا ووجدنا مع لحده خطا اسود كأنما خط بالرماد في الطول في لحده ثم اتبعنا قبورهم في جميع البلدان فأحرقنا ما وجدنا فيها منهم. قال المسعودي: وانما ذكرنا هذا الخبر في هذا الموضع لقتل هشام زيد بن علي وما نال هشاما من المثلة وما فعل بسلفه من الاحراق كفعله بزيد بن علي اه. لكنه لم يذكر مؤسس ملكهم العضوض باسمه وان دخل في عموم قوله ولا شك انه فعل به ما فعل بهم وعدم التصريح به لأمر ما. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 ص 205 قرأت هذا الخبر على النقيب أبي جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي بن عبد الله في سنة 605 وقلت له اما احراق هشام باحراق زيد فمفهوم فما معنى جلده ثمانين سوطا فقال رحمه الله أظن عبد الله بن علي ذهب في ذلك إلى حد القذف لأنه يقال انه قال لزيد يا ابن الزانية لما سب أخاه محمد الباقر ع فسبه زيد وقال له سماه رسول الله ص الباقر وتسميه أنت البقرة لشد ما اختلفتما ولتخالفنه في الآخرة كما خالفته في الدنيا فيرد الجنة وترد النار وهذا استنباط لطيف اه.
قال ابن الأثير ثم إن يوسف بن عمر خطب الناس بعد قتل زيد وذمهم وتهددهم.
جماعة ممن تابع زيد بن علي من أهل الفضل والعلم في مقاتل الطالبيين: تسمية من عرف ممن خرج مع زيد بن علي ع من أهل العلم ونقلة الآثار والفقهاء من أهل العلم ونقلة الآثار والفقهاء ثم عد من جملتهم:
الامام أبا حنيفة امام المذهب فروى بسنده عمن سمع محمد بن محمد في دار الامارة يقول رحم الله أبا حنيفة لقد تحققت مودته لنا في نصرته زيد بن علي وفعل بابن المبارك في كتمانه فضائلنا ودعا عليه. وبسنده عن الفضيل بن الزبير ص 59 قال أبو حنيفة من يأتي زيدا في هذا الشأن من فقهاء الناس قلت سلمة بن كهيل وعد معه جماعة من الفقهاء فقال لي قل لزيد لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك فاستعن بها أنت وأصحابك في الكراع والسلاح ثم بعث ذلك معي إلى زيد فأخذه زيد ومر في ترجمة إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ما