لك الله اني كنت كاف وكافل * يقيك العدى مهما أثيرت شرورها ولها في الحكم من موجز الكلم بحسب نقل مراسل العرفان 1 الحياة السعيدة لا تكون الا بالأخلاق الحميدة 2 انك وان عظم محتدك وكثر سؤددك لا تعيش سعيدا الا بحسن خلقك 3 لا خوف الا ممن لا يخاف ربه 4 المعروف يستعبد الأحرار 5 العفاف شمائل الاشراف 6 ان حاربت نوائب الدهر فبسلاح الصبر.
477: زينب بنت علي بن حسين بن عبد الله بن حسن بن إبراهيم بن محمد بن يوسف آل فواز العاملية التبنينية المصرية هكذا ذكر نسبها في أول الدر المنثور ولدت في تبنين من قرى جبل عامل حوالي 1262 وتوفيت في مصر سنة 1332 عن عمر ناهز السبعين فيما يظن.
ذكرها صاحب العرفان في عدة مواضع من مجلته وكتب إلينا ترجمة لها مفصلة وأكثر ما يأتي مأخوذ مما كتبه إلينا ومما ذكره في المجلد 8 ص 445 وغيره ولدت في تبنين كما مر وكان لآل علي الصغير حكم قسم من جبل عامل ومقر إمارتهم قلعة تبنين وحاكمها يومئذ علي بك الأسعد فاتصلت بزوجته السيدة فاطمة بنت أسعد الخليل والدة محمد بك وخليل بك التي ترجمتها في الدر المنثور ترجمة حسنة وتولت خدمتها وقضت شطرا من صباها في قلعة تبنين ملازمة لنساء آل الأسعد لا سيما السيدة فاطمة المذكورة التي كان لها مشاركة حسنة في الأدب واستفادت منها كثيرا ثم اتصلت بأخيها الأصغر خليل بك في بلدة الطيبة وتزوجت برجل من حاشيته كان صقارا عنده وهو الذي يتولى امر الصقور التي يصطاد بها قال صاحب العرفان رأيته منذ خمس عشرة سنة في دار كامل بك الأسعد وهو يومئذ في سن السبعين وأخبرنا كامل بك ان هذا الخادم الشيخ تزوج بزينب فواز ثم طلقها لعدم امتزاج طبعيهما وتباعد أخلاقهما وسافرت إلى دمشق فتزوجها أديب نظمي الكاتب الدمشقي ثم طلقها فتزوجت بأمير الآي عسكري مصري وصحبها معه لمصر وهناك ساعدتها البيئة على اظهار مواهبها فكتبت عدة رسائل في صحف مصر الكبرى ونالت شهرة في الكتابة والشعر وألفت روايتين نالت بهما زيادة في الشهرة وألفت الدر المنثور في طبقات ربات الخدور فنالت به شهرة واسعة قال صاحب العرفان وبالاجمال فان زينب فواز كانت في عصرها نسيجة وحدها وفريدة عصرها مع ما كان في كتبها وكتاباتها وشعرها من الأغلاط ولم يكن اشتهر غيرها من النساء في مصر بالكتابة والشعر والتأليف وكتب حمدي يكن في بعض المجلات انه لم يسمع في مصر الا باثنتين من الكاتبات عائشة التيمورية وزينب فواز.
مؤلفاتها 1 الرسائل الزينبية وهي مجموعة مقالات ورسائل وبعضها شعرية كتبتها في الجرائد المصرية ثم جمعتها في كتاب واحد سمته الرسائل الزينبية وأكثر أبحاث هذه الرسائل في المرأة وحقوقها ومكانتها الاجتماعية 2 رواية الملك كوروش 3 رواية حسن العواقب أو غادة الزاهرة وقد أودعتها كثيرا من العادات العاملية لا سيما عادات الأسرة التي قضت مدة في خدمتها 4 كشف الإزار عن مخبئات الزار والزار شعوذة من شعوذات شيخات مصر وصنف من تدجيلهن حضرته ووصفته في ذلك الكتاب 5 الدر المنثور في طبقات ربات الخدور في 552 أو 426 صفحة بالقطع الكبير يحتوي على 456 ترجمة لمشهورات النساء من شرقيات وغربيات متقدمات ومتأخرات وفيه ترجمة واحدة لامرأة عاملية هي السيدة فاطمة بنت أسعد بك الخليل زوجة علي بك الأسعد وهو أكبر مؤلفاتها وأحسنها وكتبت في أول الكتاب هذين البيتين:
كتابي تبدى جنة في قصورها * تروح روح الفكر حور التراجم خدمت به جنسي اللطيف وانه * لأكرم ما يهدى لغر الكرائم وقد قرظ الكتاب جملة من أدباء وأدبيات مصر منهم حسن حسني باشا الطويراني صاحب جريدة النيل وعائشة عصمت تيمور الشاعرة المصرية المعروفة فقالت من أبيات:
هنوا ذوات الخدر بالفوز الذي * يعلو على هام السهى ويطول ولقد علت طبقاتهن وزانها * بالفخر من بعد الخمول قبول وقال الطويراني:
بدا درها المنثور بالفضل زينب * فيا حبذا الدر النثير المرتب جلت لعيون الفكر آثار حكمة * عرائسها تزهو وبالفضل تخطب حكى الفلك الاعلى فكل صحيفة * به أفق فيها من الزهر موكب حوى حسنات الدهر بين سطوره * وقومها ذاك اليراع المهذب فلا برحت للفضل بالفضل زينب * تقول مقل الفاضلين وتكتب وقرظة عبد الله فريج بأبيات مطلعها:
الشرق لا تعجبوا ان عمر النور * الشرق بالنور منذ الدهر مشهور وجاء في اخرها تاريخ الكتاب الهجري والميلادي:
أبهى كتاب سما جاها لفاضلة * بالسعد فيه بهي الدر منثور وهذه الكتب الخمسة كلها مطبوعة 6 مدارج الكمال في تراجم الرجال 7 ديوان شعر مطبوع.
كتاب لها جوابا عن كتاب في مجلة العرفان المجلد 16 ص 284 أرسلت الأمريكية رئيسة قسم النساء في معرض شيكاغو كتابا إلى زينب فواز تسألها فيه بعض الأسئلة فذكرت في جوابها أولا ما هو المتعارف من المجاملة ثم قالت سؤالك لي عن السبب الذي يمنعني عن الحضور إلى المعرض في ديانتنا الاسلامية وها انا أشرحه لك شرحا موجزا وابدأ أولا بذكر العادات الاسلامية التي نشأنا عليها ونحن نجدها من الفروض الواجبة ونتوارثها فنتلقاها بغاية الانشراح حتى أن المرأة منا لو أجبرت على كشف وجهها الممنوع عندنا لوجدته من أصعب الأمور مع أن كشف الوجه واليدين ليس محرما في قول فريق عظيم من العلماء ولكن منعته العادة قطعيا وهي التي توارثناها إذ ان البنت منا لا تتجاوز الثانية عشرة من عمرها الا وهي داخل الحجاب وان من عادتنا المحترمة عندنا عدم حضور المرأة في المجتمعات العامة التي يجتمع إليها الرجال ولكن للنساء محافل خصوصية تختص بهن ليس للرجال فيها محل حتى أن الرجل لا يجوز له ان يدخل دائرة الا باذن عند الحاجة. والحجاب عندنا