كان جده السيد ثابت قد سافر من العراق إلى إيران لقضية وقعت بينه وبين الملا يوسف خازن الروضة العلوية في النجف ذكرت في ترجمة السيد ثابت فسكن تبريز ثم جاء إلى طهران وتزوج فيها ولده السيد محمد فولد له السيد علي ثم بعد وفاة السيد محمد توجه من بقي منهم إلى العتبات فمروا ببروجرد فاستطابوها وتوطنوها وتزوج السيد علي بها فولد له المترجم قرأ على والده في بروجرد المقدمات ثم قرأ فيها على السيد ريحان الموسوي البروجردي بعد مجيئه إليها من النجف وفي سنة 1298 هاجر إلى النجف لطلب العلم وسكن في بعض المدارس ولما علم به بنو عمه من آل كمونة نقلوه إلى داره وقاموا بلوازمه فقرأ على الشيخ محمد حسين الكاظمي ثم توفي أبوه في بروجرد فذهب لاحضار جنازته فأحضرها ودفنها في النجف وأراد العودة إلى بروجرد فأمره الشيخ المذكور بالبقاء في النجف وكذلك بنو عمه آل كمونة ومنهم السيد الجليل السيد حبيب من أعيان خدمة الروضة المقدسة الحيدرية حتى أنه ضمن له كل ما يحتاجه.
وأرسل إليه مقدارا من المال لجلب العائلة من بروجرد فسافر إليها وعاقته العوائق عن الرجوع إلى النجف ثم جاءته دراهم من بني عمه من النجف باذن الشيخ محمد حسين الكاظمي بسفره فبقي متحيرا ثم استخار بذات الرقاع فامر بالسفر ودخل النجف في ربيع الأول سنة 1301 فجعل يقرأ على أستاذه المتقدم الشيخ محمد حسين الكاظمي إلى أن توفي فلم يقرأ على غيره يروي بالإجازة عن الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري وكتب كثيرا من القواعد الفقهية في رسائل متعددة وسمى مجموعها بالقواعد الفقهية منها نسخة بخط يده في مكتبة الحسينية بالنجف مثل قاعدة القرعة، قاعدة الشك بعد الفراغ، قاعدة اليد، قاعدة من ملك شيئا ملك الاقرار به، أصالة الصحة، أصالة حمل فعل المسلم على الصحة، الرسالة الكعبية في تحقيق معنى الكعبين، رسالة في تحقيق أبواب ماهية المعاملات تعرض فيها لباب الإجارة مفصلا ولأصالة اللزوم في المعاملة وتعلق الخيارات بها والوصية والوقف وكيف مالكية العبد وان الكفار مكلفون بالفروع أم لا وتمييز الحق عن الحكم. رسالة في احكام المساجد والمشاهد. تفسير آية النور المسمى بنور الهداية رسالة في تحقيق معنى البيع والمعاطاة. رسالة في نجاسة ملاقي الشبهة المحصورة. رسالة في الاستحالة. رسالة في الجمع بين الصلاتين المسقط للاذان. رسالة في أصل البراءة كبيرة. رسالة في التعادل والترجيح. شرح خطب الحسين ع وكلماته القصيرة وأشعاره.
الاخبار المتعلقة بمصيبة الحسين ع. حواشي الرياض. رسالة في العقائد إلى غير ذلك.
1485: السيد عبد الحسين محمود الأمين.
ابن السيد علي ابن السيد محمود الأمين توفي سنة 1361 كان أديبا شاعرا سريا جوادا.
في أيام الحرب العالمية الأولى حضر مصطفى المخزومي إلى شقراء في منزل المترجم ثم غادرها إلى ميس الجبل بعد أن كان قد أكل جبنا وفي ميس أصيب بالاسهال فأرسل إلى المترجم هذه الأبيات:
نزلنا بشقرا منزلا عند سيد * أفاض علينا الخير من كل جانب ولكن لسوء الحظ كان وعاؤه * من السم مملوءا بكل المعاطب فرحنا باسهال وقئ كأنما * تقطع أحشانا بحد القواضب فقل للذي يبغي زيارة شقرة * تنح وحذر صاحبا بعد صاحب فشطرها المترجم وأعادها إليه:
نزلنا بشقرا منزلا عند سيد * نمته الكرام الغر من آل غالب ولما أنخنا رحلنا برحابه * أفاض علينا الخير من كل جانب ولكن لسوء الحظ كان وعاؤه * ومعدتنا شبهان عند التجارب فهذي بها داء وذلك كأنه * من السم مملوء بكل المعاطب فرحنا باسهال وقئ كأننا * حسونا من الصهباء في دير راهب من الجبن بل جبنا حسبنا بأنه * تقطع أحشانا بحد القواضب فقل للذي يبغي زيارة شقرة * مغذا ليرمي أهلها بالمعائب حنانيك في أبيات آل محمد * تنح وحذر صاحبا بعد صاحب وقال في يوم مطير وأرسلها إلى بعض أعمامه:
عارضنا عن وصلكم عارض * صبحنا بالغاديات الغزار اقبل والقر له رائد * يجوس بالبرق خلال الديار والريح قد هبت بأعصارها * ليلا فسدت فيه وجه النهار غنت فأغنت بأهازيجها * عن زينب في لحنها أو نوار وطمطم الرعد بها قائدا * جيشا من الزنج به النقع ثار مزمجرا يرتاع منه الدجى * كأنه يدعو البدار البدار يا من له الفضل شعارا غدا * والسؤدد الجم عليه دثار أهل تمنون على مدنف * ما مل في الحب سوى الانتظار وقوله وقد أرسلها إلى بعض إخوانه في بنت جبيل مداعبا لهم بعد أن نسي عندهم مظلته:
ردوا علي مظلتي أو فاعلموا * اني سأبعث فيكم تقريري أنتم طلبتم وحدة عربية * ورفعتم العلم البغيض السوري أيقظتم صورا لولا بوقكم * ما استيقظت صور لنفخ الصور أوريتموها في سليم جمرة * كادت تؤثر في سليم الخوري ما صفقت شقرا ولا نبطيه * الا لنغمة ذلك الطنبور وقوله:
نغم الألحان على الجنك * والعود يعيد قفا نبك آمنت بحبك منفردا * فكفرت وملت إلى الشرك عاقرت هواك معتقة * سلبت لبي سلبت نسكي أفأنت بعثت لاحثائي * برق الأشجان بلا سلك وله:
ودعت شرخ شبيبتي وغرامي * وأرقت من بعد الدموع مدامي ومن السفاهة ان أضيع خمرتي * حتى الثمالة ثم احفظ جامي خمسون عاما كلها مرت ولم * أبصر بغرتها مسرة عام مستسلما للدهر طوع صروفه * وصروفه تطغى على استسلامي أمكفكفا دمعي على عهد مضى * بنعيمه خل الدموع هوامي لم أبك وخط الشيب شوه لمتي * لكن بكيت أناقتي وجمامي وبكيت زهوي في تلابيب الصبا * خلفي يفوح أريجها وامامي