فعله الإمام أبو حنيفة من الدعاء إليه ومعونته بالمال وما قاله للمرأة التي قتل ابنها مع إبراهيم وغير ذلك إذن فأبو حنيفة زيدي ولهذا كانت فرقة من الزيدية على مذهب الامام أبي حنيفة ويأتي عند الكلام على الزيدية زيادة في ذلك، ومنهم منصور بن المعتمر ومحمد بن أبي ليلي جاء منصور يدعو إلى الخروج مع زيد بن علي وبيعته وابطا عن زيد لما بعثه يدعو إليه فقتل زيد ومنصور غائب فصام سنة يرجو ان يكفر ذلك عن تأخره.
ومنهم يزيد بن أبي زياد مولى بني هاشم صاحب عبد الرحمن بن أبي ليلى قال عبدة بن كثير السراج الجرمي قدم يزيد الرقة يدعو الناس إلى بيعة زيد بن علي وكان من دعاته واجابه ناس من أهل الرقة وكنت فيمن اجابه.
وروى أبو الفرج بسنده إلى عبدة بن كثير الجرمي كتب زيد بن علي إلى هلال بن حباب وهو يومئذ قاضي المدائن فاجابه وبايع له.
وبسنده عن سالم بن أبي الجعد أرسلني زيد بن علي إلى زبيد اليامي أدعوه إلى الجهاد معه.
وبسنده عن أبي عوانة فارقني سفيان على أنه زيدي.
وبسنده كان رسول زيد إلى خراسان عبدة بن كثير الجرمي والحسن بن سعد الفقيه.
وبسنده عن شريك قال إني لجالس عند الأعمش انا وعمرو بن سعيد أخو سفيان بن سعيد الثوري إذ جاءنا عثمان بن عمير أبو اليقظان الفقيه فجلس إلى الأعمش فقال أخلنا فان لنا إليك حاجة فقال وما خطبكم هذا شريك وهذا عمرو بن سعيد اي انهما ليس دونهما سر أذكر حاجتك فقال أرسلني إليك زيد بن علي أدعوك إلى نصرته والجهاد معه وهو من عرفت قال اجل ما أعرفني بفضله اقرئاه مني السلام وقولا له يقول لك الأعمش لست أثق لك جعلت فداك بالناس ولو انا وجدنا لك ثلاثمائة رجل أثق بهم لغيرنا لك جوانبها وقال ابن عساكر قيل للأعمش أيام زيد لو خرجت فقال ويلكم والله ما اعرف أحدا اجعل عرضي دونه فكيف اجعل ديني دونه. قال وكان سلمة بن كهيل من أشد الناس قولا لزيد ينهاه عن الخروج وكان أبو كثير يضرب بغله ويقول الحمد لله الذي سار بي تحت رايات الهدى يعني رايات زيد وقال مغيرة كنت أكثر الضحك فما قطعه الا قتل زيد اه.
وفي هذه الأخبار دلالة على أن أكثر الخاصة كانت ناقمة على بني أمية اما العامة فهم اتباع الدنيا في كل عصر وان زيدا رضوان الله عليه لم يأل جهدا في بث الدعاية.
الذين روى عنهم والذين رووا عنه في تهذيب التهذيب روى عن أبيه وأخيه أبي جعفر وابان بن عثمان وعروة ابن الزبير وعبيد الله بن أبي رافع وعنه ابناه حسين وعيسى وابن أخيه جعفر بن محمد والزهري والأعمش وشعبة ابن الحجاج وسعيد بن خثيم وإسماعيل السدي وزبيد اليامي وزكريا بن أبي زائدة وعبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة وأبو خالد عمر وابن خالد الواسطي وابن أبي الزناد وعدة اه وفي الشذرات اخذ عنه أبو حنيفة كثيرا أقول وذكر رواية جعفر بن محمد الصادق عنه أيضا ابن عساكر في تاريخ دمشق فان أرادا روايته عنه في احكام الدين فالصادق ع لم يكن يأخذها عن غير آبائه عن رسول الله ص عن جبرائيل عن الله تعالى وان أرادا غيرها فيمكن.
ما اثر عنه من المواعظ والحكم والآداب ونحوها عن أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي الملقب بأخطب خوارزم انه ذكر في مقتله انه قيل لزيد بن علي الصمت خير أم الكلام فقال قبح الله المساكتة ما أفسدها للبيان وأجلبها للعي والحصر والله للممارات أسرع في هدم الفتى من النار في يبس العرفج ومن السيل إلى الحدور اه. فقد فضل الكلام على السكوت وذم المماراة فالكلام أفضل بشرط ان لا يكون مماراة ونقل ان زيد بن علي كان إذا تلا هذه الآية وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم يقول إن كلام الله هذا تهديد وتخويف ثم يقول اللهم لا تجعلنا ممن تولى عنك فاستبدلت به بدلا. وروي عن زيد بن علي انه قال صرفت مدة ثلاث عشرة سنة من عمري في قراءة القرآن فما وجدت آية من كتاب الله يفهم منها الرخصة في طلب الرزق اه.
أقول كأنه رضي الله عنه نظر إلى الآيات المتضمنة ان الله تعالى تكفل بالرزق وهي أكثر الآيات كقوله وما من دابة الا على الله رزقها. الله الذي خلقكم ثم رزقكم. ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فرأى أنه ليس فيها امر بطلب الرزق وغفل عن الآيات التي امر فيها بذلك وان كانت أقل كقوله تعالى وامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله وغير ذلك.
وقال بعض المعاصرين: ليس معنى هذا الكلام ان الإنسان غير مأمور بطلب الرزق حتى ينافي الأخبار الآمرة بطلب الرزق وعدم استجابة دعاء من يقول رب ارزقني ولا يسعى في طلب الرزق بل المقصود انه ليس من المناسب للسلطنة الإلاهية ان يقول الله تعالى انا خلقتكم فاذهبوا فتكفلوا تحصيل رزقكم بأنفسكم لذلك نسب الرزق إليه تعالى في الآيات المتقدمة اه. ولكن زيدا رضي الله عنه انما قال لم يجد في القرآن لا في الروايات. واما دعوى انه ليس من المناسب للسلطنة الإلاهية ان يقول الله ذلك فدعوى غير صحيحة فقوله تعالى اذهبوا فتكفلوا تحصيل الرزق بأنفسكم ان لم يكن مؤيدا للسلطنة الإلاهية فليس منافيا على أنه قد أمرهم بذلك في الآيتين السالفتين اما الآيات التي أسندت الرزق إليه تعالى فالمراد بها والله أعلم ان كل شئ بتسبيبه وارادته وتوفيقه فلا منافاة بينها وبين الامر بطلب الرزق.
في كفاية الأثر ص 86 عن محمد بن بكير انه قال دخلت على زيد بن علي وعنده صالح بن بشر فسلمت عليه وهو يريد الخروج إلى العراق فقلت له يا ابن رسول الله حدثني بشئ سمعته عن أبيك فقال حدثني أبي عن جده عن رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين انه قال من أنعم الله عليه بنعمة فليحمد الله ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن أحزنه امر فليقل لا حول ولا قوة الا بالله قال محمد بن بكير قلت يا ابن رسول الله زدني قال حدثني أبي عن جدي رسول الله ص انه قال أربعة انا لهم الشفيع يوم القيامة المكرم لذريتي والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عند