السري من قصيدة:
حليه وثناياه وعنبره * كل ينم عليه أو يراقبه فلست أدري إذا ما سار في أفق * شمائل الأفق أذكى أم جنائبه سرى من الخيف يخفي البدر منتقيا * والبدر يأنف ان تخفى مناقبه وانما ألم فيه بقول كشاجم:
بأبي وأمي زائر متقنع * لم يخف ضوء البدر تحت قناعه وقال في وصف القلم من قصيدة في أبي إسحاق الصابي:
وفتى إذا هز اليراع حسبته * لمضاء عزمته يهز مناصلا من كل ضافي البرد ينطق راكبا * بلسان حامله ويصمت راجلا وهو من قول أبي تمام فصيح إذا استنطقته وهو راكب * وأعجم ان خاطبته وهو راجل وقال السري من قصيدة الغيث والليث والهلال إذا * اقمر بأسا وبهجة وندى ناس من الجود ما يجود به * وذاكر منه كلما وعدا وهو من قول الشاعر رأيت يحيى أدام الله بهجته * يأتي من الجود ما لم يأته أحد ينسى الذي كان من معروفه ابدا * إلى الرجال ولا ينسى الذي يعد وقال من قصيدة بعيد إذا رمت ادراكه * وان كان في الجود سهلا قريبا ضرائب أبدعتها في السماح * فلسنا نرى لك فيها ضريبا وهو من قول البحتري بلونا ضرائب من قد نرى * فما ان رأينا لفتح ضريبا وقال من قصيدة فتى شرع المجد المؤثل فالعلا * مأربه والمكرمات شرائعه إذا وعد السراء أنجز وعده * وان أوعد الضراء فالعفو مانعه وهو من بيت تشتمل عليه قصة حكاها المبرد عن أبي عثمان المازني قال حدثني محمد بن مسعر قال جمعنا بين أبي عمرو بن العلاء وعمرو بن عبيد في مسجدنا فقال له أبو عمرو ما الذي يبلغني عنك في الوعيد فقال إن الله وعد وعدا وأوعد ايعادا فهو منجز وعده ووعيده فقال له أبو عمرو انك أعجمي ولا أعني لسانك ولكن فهمك ان العرب لا تعد ترك الايعاد ذما وتعده مدحا ثم أنشد:
وما يرهب ابن العم ما عشت صولتي * وما اختشي من صولة المتوعد واني إذا أوعدته أو وعدته * لمخلف ايعادي ومنجز موعدي فقال له عمرو أفليس يسمى تارك الايعاد مخلفا قال بلى قال أفتسمي الله مخلفا إذا لم يفعل ما أوعد قال لا قال فقد أبطلت شاهدك قال المؤلف لو سلمنا عدم صحة القول بان الله مخلف ايعاده لأن في هذا التعبير نوع من سوء الأدب فلا نسلم عدم صحة قولنا الله تارك فعل ما أوعد به أو عاف عمن أوعده أو غير ذلك من العبارات التي هي بمعنى اللفظ الذي قد يكون فيه شئ من سوء الأدب والعبرة بالمعاني لا بالألفاظ والرجل الذي أول لبعض الملوك رؤياه بأنه يموت جميع أقاربه فامر بحبسه كالرجل الذي أولها بأنه أطول أقاربه عمرا فأنعم عليه لا يزيد معنى كلام أحدهما عن الاخر شيئا ولا ينقص وانما تختلف العبارة ايحاشا وايناسا وقال السري من أبيات:
لحطت عزمتي العراق فسلت * همتي للرحيل سيف اعتزامي فسلام على جنابك والمنهل * والظل والأيادي الجسام وهو من قول البحتري فسلام على جنابك والمنهل * فيه وربعك المأنوس حيث فعل الأيام ليس بمذموم * ووجه الزمان غير عبوس وقال في وصف أشعاره خلع غضة النسيم غداها * صفو ماء العلوم والآداب فهي كالخرد الأوانس يخلطن * شماس الصبا بأنس التصابي رقة فوق رقة الخصر تبدي * فطنة فوق فطنة الاعراب وهو من قول الطائي لا رقة الخصر اللطيف عدتهم * وتباعدوا عن فطنة الاعراب وقال السري من قصيدة ألبستني النعم التي غيرن لي * ود الصديق فعاد منها حاسدا فليلبسن بها الثناء مسيرا * ومخلدا ما دام يذبل خالدا والبيت الأول من قول البحتري وألبستني النعمى التي غيرت أخي * علي فأمسى نازح الود اجنبا ما تكرر من معانيه في اليتيمة لا باس ان أورد بعض ما كرره من معانيه فما منها الا بارع رائع وانما كررها اعجابا بها واستحسانا لما اخترعه منها قال من أبيات في الاستزارة:
ألست ترى ركب الغمام يساق * وأدمعه بين الرياض تراق ورقت جلابيب النسيم على الثرى * ولكن جلابيب الغيوم صفاق وقال في معناه راح الغمام به صفيقا شربه * وغدا به ثوب النسيم رقيقا وقال في قريب منه:
فهواؤه سكب الرداء * وغيمه جافي الإزار وقال من تلك الأبيات وذو أدب جلت صنائع كفه * ولكن معاني الشعر منه دقاق وقال في معناه:
أعلي كم نعم منحت جليلة * منحتك معنى في الثناء دقيقا يلقى الندى برقيق وجه مسفر * فإذا التقى الجمعان عاد صفيقا رحب المنازل ما أقام فان سرى * في جحفل ترك الفضاء مضيقا