عارف الزين لنفسه ولعرفانه... وفي ضوء هذه النصوص نفسها نستطيع ان نتتبع سيرة الرجل وسيرة عرفانه لنرى كيف أخلص لمنهجه هذا طوال نصف قرن، لا يحيد عنه، ولا ينحرف عن خطته مقدار شعره، ولو كلفه الثبات على هذا المنهج وهذه الخطة أشق المتاعب وأفدح المكاره...
نعود إلى النصوص المتقدمة الذكر، نستخلص منها الملامح المنهجية الرئيسية:
أولا نتعرف، في افتتاحية أول جزء يصدر من العرفان، أن الرجل كان ينزع منذ نعومة أظفاره إلى عمل ما يتمكن به من خدمة أمته ووطنه، وكان يرى أنه ميسر بحكم طبعه وثقافته وبحكم عصر العلم والنور والحرية والدستور لأن تكون الصحافة سبيله إلى خدمة الأمة والوطن، ولأن يكون العرفان بمعنى المعرفة شعار الصحيفة التي أنشأها لأداء الغرض، فكان الشعار نفسه اسما لها وعنوانا...
فخدمة الأمة والوطن، هدفه... ونشر العلم والعرفان، وسيلته...
ثانيا نتعرف من ذكره الأمة والوطن معا، ان الرجل كان منذ أول عهده بالخدمة العامة، حين لم تكن معالم الأشياء والألفاظ والمفاهيم القومية والوطنية قد اتضحت بعد يدرك حدود ما يقول وما يكتب، وانه قد اتخذ، منذ البدء. موقفا واضحا محددا بين موقفين متناقضين عرفناهما بعد ذلك في فريق من اللبنانيين العاملين في حقل السياسة اللبنانية والعربية...
وهما: موقف الذين نظروا، في مجال الكفاح التحريري، إلى الأمة العربية نظرة تجريدية منفصلة عن الأرض والبشر، حتى انمحى لبنان الوطن، أو يكاد في أذهانهم من الوجود الواقعي للأمة العربية... يقابله موقف النقيض الآخر، الذي نظر إلى لبنان نظرة تجريدية أيضا تفصل لبنان عن تاريخه وتراثه وحقيقة كينونته الواقعية، فإذا هو منفصل عن الأمة العربية، في المفهوم السياسي والوطني عند أصحاب هذه النظرة، وفي سلوكهم العملي...
وحين نرى الشيخ احمد عارف الزين يردف كلمة الوطن بكلمة الأمة، في فاتحة أول جزء يصدر من عرفانه، لا نستطيع أن نستخلص من ذلك إلا أن الرجل كان يعني ما يقول، وانه نظر للقضية نظرة قومية وطنية واقعية نعتقد انها تحدد نتيجة كفاحه السياسي التحرري، وإن كنا لا ندري: أكان ذلك إدراكا منه أن الامر ينتهي إلى هذا الاختلاف في الموقف والنظرة، أم كان فهما تلقائيا سليما صادرا عن حس واقعي سليم؟.
ثالثا نتلمس في ثنايا النصوص المتقدمة الذكر منهجية أخلاقية واضحة السمات والملامح، قائمة على فضيلة التواضع، البالغة حد الاعتراف بالعجز والتقصير، وهي الفضيلة التي نعرف انها الخاصة المميزة للذين ينشدون الخدمة العامة مخلصين، ويبحثون عن الحق والحقيقة صادقين، وانها بالأخص صفة العالم المحاذر ابدا من هاجس الغرور، والمشفق على نفسه أبدا من مواقف الزلل والانحراف عن طريق الصواب... وقد رأينا الشيخ أحمد عارف، في ابتهالاته الحارة المؤمنة، يشهد الله انه غير معصوم عن الزلل والخطل، ويدعو الله أن يهبه من ينتقد أقواله، ومن يمحص، أعماله، ومن يهدي إليه عيوبه... وهل شئ أوضح دلالة على أخلاقية الرجل من أن يرى نقد عيوبه إهداء وهدية؟.
مؤلفاته منها تاريخ صيدا وهو مطبوع ومختصر تاريخ صيدا وهو كتاب مدرسي لم يطبع. ومختصر تاريخ الشيعة مطبوع ومما طبعه وعلق عليه بعض الشروح الوساطة بين المتنبي وخصومه ومنها ما طبعه وشرحه بشركة آخرين العراقيات.
1414: عالي بن عثمان بن جني.
أبو سعد البغدادي كان مثل أبيه عثمان نحويا أديبا حسن الخط جيد الضبط، أخذ عن أبيه وعن الوزير عيسى بن علي وغيرهما وأخذ عنه الأمير أبو نصر بن ماكولا وغيره. مات سنة سبع أو ثمان وخمسين وأربعمائة وقد أنشد كثيرا من قصائد أبيه بعد موته فتناقلها الأدباء وأصحاب المعاجم.
وكان عالي وأخواه علي وعلاء قد أدبهم أبوهم عثمان بن جنى وحسن خطوطهم فكانوا معدودين في الصحيحي الضبط وحسني الخط.
1415: عاصم بن أبي النجود بهدلة الكوفي أحد القراء السبعة قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي الذي قرأ على أمير المؤمنين ع ومن أصحابه ونقل عن المنتهى للعلامة انه قال أحب القراءات إلي قراءة عاصم من طريق أبي بكر بن العياش وقرأ أبان بن تغلب الذي هو شيخ الشيعة على عاصم ولعاصم روايتان الأولى رواية حفص بن سليمان البزاز كان ابن زوجته الثانية ورواية أبي بكر بن عياش وعاصم من الشيعة بلا كلام نص على ذلك القاضي نور الله والشيخ عبد الجليل الرازي المتوفى سنة 556 شيخ ابن شهرآشوب في كتاب نقض الفضائح وانه كان مقتدى الشيعة.
1416: عامر بن الأمين السلمي كان مع أمير المؤمنين ع بصفين ومن شعره يوم صفين قوله:
كيف الحياة ولا أراك حزينا * وغبرت في فتن كذاك سنينا ونسيت تلذاذ الحياة وعيشها * وركبت من تلك الأمور فنونا ورجعت قد أبصرت أمري كله * وعرفت ديني إذ رأيت يقينا أبلغ معاوية هناك بأنني * في عصبة ليسوا لديك قطينا لا يغضبون لغير ابن نبيهم * يرجون فوزا ان لقوك ثمينا 1417: عامر بن حنظلة الكندي.
من أصحاب علي ع قتل معه يوم النهر سنة 37 أو 38.
1418: أبو جرادة صاحب أمير المؤمنين ع.
واسمه عامر بن ربيعة.
وهو جد بني جرادة بحلب وقرأت في معجم شيوخ الحافظ الدمياطي قال عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة نقل من البصرة مع أبيه سنة