الغابة كان ذلك اسمه قبل الاسلام وفي الإصابة قيل إن اسمه كان ما به بكسر الموحدة ابن بود قاله ابن مندة بسنده وساق له نسبا وقيل اسمه بهبود اه وعن اكمال الدين كان اسم سلمان روزبه بن خشنوذان.
ألقابه يقال سلمان الخير وسلمان المحمدي وسلمان ابن الاسلام وفي تهذيب التهذيب قال ابن حبان هو سلمان الخير ومن زعم انهما اثنان فقد وهم وروى الكشي بسنده عن الحسن بن صهيب عن أبي جعفر ع قال ذكر عنده سلمان الفارسي فقال أبو جعفر مهلا لا تقولوا سلمان الفارسي ولكن قولوا سلمان المحمدي ذلك رجل منا أهل البيت. سلمان من المعمرين قيل عاش 250 سنة وقيل 350 وفي تهذيب التهذيب عن العباس ابن زيد: أهل العلم يقولون عاش سلمان 350 سنة فاما 250 فلا يشكون فيه وكان أدرك وصي عيسى بن مريم ع فيما قيل اه وفي رجال بحر العلوم توفي وعمره 350 سنة وقيل 250.
سبب اسلامه في الاستيعاب: ذكر سليمان القمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي انه تداوله في الرق بضعة عشر ربا من رب إلى رب حتى أفضى إلى النبي ص ومن الله عليه بالاسلام وقد روي من وجوه ان النبي ص اشتراه على العتق وبسنده ان سلمان الفارسي اتى إلى رسول الله ص بصدقة فقال هذه صدقة عليك وعلى أصحابك فقال يا سلمان انا أهل البيت لا تحل لنا الصدقة فرفعها ثم جاءه من الغد بمثلها فقال هذه هدية كلوا واكل وفي شرح النهج الحديدي ج 4 ص 225 فاما حديث اسلام سلمان فقد ذكره كثير من المحدثين ورووه عنه ثم أورده كما يأتي عن أسد الغابة مع بعض الزيادات ونحن ننقله من أسد الغابة فان كانت زيادة ألحقناها.
في أسد الغابة: كان سلمان ببلاد فارس مجوسيا سادن النار وكان سبب اسلامه ثم روى بأسانيده المتعددة عن ابن عباس قال حدثني سلمان قال كنت رجلا من أهل فارس من أصبهان من جي ابن رجل من دهاقينها وكان أبي دهقان ارضه وكنت أحب الخلق إليه أو عباد الله إليه فأجلسني في البيت كالجواري فاجتهدت في الفارسية في المجوسية فكنت في النار التي توقد فلا تخبو وكان أبي صاحب ضيعة وكان له بناء يعالجه في داره فقال لي يوما يا بني قد شغلني ما ترى فانطلق إلى الضيعة ولا تحتبس فتشغلني عن كل ضيعة بهمي بك فخرجت لذلك فمررت بكنيسة النصارى وهم يصلون فملت إليهم وأعجبني أمرهم وقلت والله هذا خير من ديننا فأقمت عندهم حتى غابت الشمس لا انا اتيت الضيعة ولا رجعت إليه فاستبطأني وبعث رسلا في طلبي وقد قلت للنصارى حين أعجبني أمرهم أين أصل هذا الدين قالوا بالشام فرجعت إلى والدي فقال يا بني قد بعثت إليك رسلا فقلت قد مررت بقوم يصلون في كنيسة فأعجبني ما رأيت من أمرهم وعلمت ان دينهم خير من ديننا فقال يا بني دينك ودين آبائك خير من دينهم فقلت كلا والله فخافني وقيدني فبعثت إلى النصارى وأعلمتهم ما وافقني من أمرهم وسألتهم اعلامي من يريد الشام ففعلوا وألقيت الحديد من رجلي وخرجت معهم حتى اتيت الشام فسألتهم عن عالمهم فقالوا الأسقف فاتيته فأخبرته وقلت أكون معك أخدمك وأصلي معك قال أقم فمكثت مع رجل سوء في دينه كان يأمرهم بالصدقة فإذا أعطوه شيئا أمسكه لنفسه حتى جمع سبع قلاب مملوءة ذهبا وورقا فتوفي فأخبرتهم بخبره فزبروني فدللتهم على ماله فصلبوه ولم يغيبوه ورجموه واجلسوا مكانه رجلا فاضلا في دينه زهدا ورغبة في الآخرة وصلاحا فالقى الله حبه في قلبي حتى حضرته الوفاة فقلت أوصني فذكر رجلا بالموصل وكنا على امر واحد حتى هلك فاتيت الموصل فلقيت الرجل فأخبرته بخبري وان فلانا امرني باتيانك فقال أقم فوجدته على سبيله وأمره حتى حضرته الوفاة فقلت له أوصني فقال ما علم رجلا بقي على الطريقة المستقيمة الا رجلا بنصيبين فلحقت بصاحب نصيبين قالوا وتلك الصومعة التي تعبد فيها سلمان قبل الاسلام باقية إلى اليوم ثم احتضر صاحب نصيبين فقلت له أوصني فقال ما عرف أحدا على ما نحن عليه الا رجلا بعمورية من ارض الروم فاتيته بعمورية فأخبرته بخبري فأمرني بالمقام وثاب لي شئ واتخذت غنيمة وبقرات وحضرته الوفاة فقلت إلى من توصي بي فقال قد ترك الناس دينهم ولا اعلم أحدا اليوم على مثل ما كنا عليه ولكن قد أظلك نبي يبعث بدين إبراهيم الحنيفية مهاجره بأرض بين حرتين ذات نخل وبه آيات وعلامات لا تخفى قلت فما علامته قال بين منكبيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فان استطعت فتخلص إليه فتوفي فمر بي ركب من العرب من كلب فقلت أصحبكم وأعطيكم بقراتي وغنمي هذه وتحملوني إلى بلادكم فحملوني إلى وادي القرى فلما بلغناها ظلموني فباعوني من رجل من اليهود فكنت أعمل له في نخله وزرعه ورأيت النخل فعلمت انه البلد الذي وصف لي فأقمت عند الذي اشتراني وقدم عليه رجل من بني قريظة وفي رواية شرح النهج قدم عليه ابن عم له فاشتراني منه وقدم بي المدينة فعرفتها بصفتها فأقمت معه أعمل في نخله وبعث الله نبيه بمكة ولا اعلم بشئ من امره ص وغفلت عن ذلك حتى قدم المدينة فنزل في بني عمرو بن عوف فاني لفي رأس نخلة إذا اقبل ابن عم لصاحبي فقال اي فلان قاتل الله بني قيلة مررت بهم آنفا وهم مجتمعون على رجل بقبا قدم عليهم من مكة يزعم أنه نبي فوالله ما هو الا ان سمعتها فأخذني القر والانتقاض ورجفت بي النخلة حتى كدت ان أسقط ونزلت سريعا فقلت ما هذا الخبر فلكمني صاحبي لكمة وقال وما أنت وذاك اقبل على شأنك فأقبلت على عملي حتى أمسيت فجمعت شيئا كان عندي من التمر فاتيته به وهو بقباء عند أصحابه فقلت اجتمع عندي ما أردت ان أتصدق به فبلغني انك رجل صالح ومعك رجال من أصحابك غرباء ذوو حاجة فرأيتكم أحق به فوضعته بين يديه فكف يده وقال لأصحابه كلوا فأكلوا فقلت هذه واحدة ورجعت وتحول إلى المدينة فجمعت شيئا فاتيته به فقلت أحببت كرامتك واني رأيتك لا تأكل الصدقة فأهديت لك هدية وليست بصدقة فمد يده فاكل وأكل أصحابه فقلت هاتان اثنتان ورجعت فاتيته وقد تبع جنازة إلى بقيع الغرقد وحوله أصحابه فسلمت وتحولت انظر إلى الخاتم في ظهره فعلم ما أردت فالقى رداءه فرأيت الخاتم