يجرون أرسان الوشيج إلى الوغى * إذا ما استفزتهم إليها دعاتها على أريحيات المذاكي تعودت * لقاء العدى منشورة وفراتها وما أربى غير العلى من مآرب * وعما قليل تستلين قناتها وله:
أرى الحر معتصما بالآباء * إذا انبت دون الصعود السبب وما الحر من جنحت نفسه * إلى السلم خوف ورود العطب فثب عجلا لتنال العلى * فما الليث ليث إذا لم يثب وتحت ظلال الرماح المقيل * إذا ما استحرت صروف النوب وما المجد إلا بسمر الرماح * وبيض الصفاح وقرع اليلب وليس على غير ملس المتون * شداد المغارة نجح الطلب وله:
قلبت لهذا الزمان المجن * وحايدت عنه مناط الرسن وأوحشت فيه كأني به * غريب الديار بعيد الوطن فيا موت زرني إذا كان في * حياتي الهوان وهيهات ان سأصبح لا عزمتي تنثني * ولا اتقي سطوات الزمن وان لم أنل إربي في العراق * فاقرب شئ علي اليمن وله:
طرقت وكان طريقها سنة الكرى * في ناظري من الفريق فتاته في هجع من بعد ما وصلوا الكرى * في مثله وتقطعت فتراته ساموا مواصلة السرى وتهافتوا * فوق الثرى فكأنهم أمواته وله:
وان تنكرا يا صاحبي تغيري * فإنكما لم تعرفا دائي الخافي ومن بينات الشوق مج نواظري * كراها وترنيقي وتغيير أوصافي كان غرامي في هواهم جناية * ورب هوى أغرى على جفوة الجافي وله:
تنفس منه المسك طيبا وانما * له خلق من بعض نفحته المسك علقت به حتى استباحت حشاشتي * له مقلة تشكو من السقم ما أشكو وله في قاض:
ويا رب قاض جائر في قضائه * كان له مال الخلائق موروث لقد صرخت من جور احكامه الدنا * كما قد شكت لله منه المواريث وله:
باهلي وبي سر كهلان أغيد * بقلبي من خديه جذوة مقباس هو البدر في أوصافه وكماله * سوى انه دان إلى أعين الناس وله:
ألفت هواه حين شب ولم أزل * أحن إلى اللقيا كفاقدة ألفا وهيهات من غريدة الأيك لوعتي * ولو صدقت في النوح ما خضبت كفا 1435: الشيخ عباس ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر الكبير.
توفي فجأة في الهندية أول ليلة الاثنين 2 ربيع الأول سنة 1315 ونقل إلى النجف وشيع تشييعا عظيما.
سمع أولا من الشيخ مرتضى الأنصاري ومن أخيه الشيخ مهدي ومن الشيخ راضي ابن الشيخ مهدي وقرأ أكثر السطوح على الميرزا الشيرازي ثم أخذ بعد ذلك عن الشيخ محمد حسين الكاظمي والميرزا حبيب الله الرشتي وكانا ينوهان به ويثنيان عليه كثيرا خصوصا الأول ارجع إليه في القضاء وبالجملة كان وجيها نافذ القول عند العلماء والولاة أديبا فصيح العبارة مليح الإشارة رأس في النجف واقرأ به. صنف 1 موارد الأيام في شرح شرائع الاسلام خرج منه كتاب الغصب واللقطة واحياء الموات والنكاح وأكثر الصوم وشطر من المواريث ويسير من الطهارة توفي ولم يتمه 2 رسالة في الشروط 3 رسالة في الأصول 4 رسالة عملية وغير ذلك من الرسائل. ولما توفي رثاه شعراء عصره كالسيد جعفر الحلي والشيخ جواد الشبيبي والهندي والشيخ عبد الحسين صادق وغيرهم بمراث مشهورة في دواوينهم وله شعر ومراسلات ومطارحات مع أعيان معاصريه من ذلك ما كتبه إلى السيد احمد الراوي قاضي الكوت:
يقولون قاضي الكوت أصبح راويا * ولا خير في قاض إذا لم يكن راوي ولكنني صاد إلى نيل فضله * وناهيك من صاد إلى ما جد راوي أبو الفضل يروي الفضل عنك مسلسلا * وعهدة هذا النقل في ذمة الراوي فكتب الراوي إليه:
إذا ما روى الراوي حديث علومكم * أبا الفضل صدقه فقد عنعن الراوي لأنكم سر الوجود وانكم * مشارع علم عنكم يصدر الراوي وله مراسلا بعض أصحابه:
يا راكبا يطوي الفلاة مسرعا * عجلان في دار الظلام أدرعا ممتطيا وجناء تشتاق السرى * أنحلها طي الفيافي وبرى ان شمت ومضى البرق من وادي النجف * وأشرقت للعين هاتيك الغرف فقف وقم مقبلا وجه الثرى * بين يدي مولاي حجة الورى يهدي لكم رب السقام والضنى * تحية تزهو سناء وسنا رشيقة الألفاظ والمعاني * تزري بنظم الدر والمرجان الطف معنى من معاطف الرشا * فلو رآها راهب الدير انتشى رأيناه في النجف وحضرنا جنازته.
1436: الشيخ عباس البلاغي ابن الشيخ عبد الله بن عباس الربعي من ربيعة العاملي.
كان شاعرا أديبا مجيدا فطنا ذكيا حاضر الجواب لطيف النادرة مكفوف البصر منور البصيرة تعاطى صنعة الشعر فأكثر ومدح الامراء والحكام والكبراء وأجازوه. رأيناه وعاصرناه وتوفي ولم يبلغ الخمسين ومن نوادره ان وجيها لقيه وقد حمل لحما ومعه عظام كثيرة فقال له يا شيخ عباس هل الكلاب في ضيافتك الليلة فقال نعم أوما جاءتك ورقة الدعوة وقضاياه ونوادره كثيرة. ومن شعره قوله من قصيدة يرثي بها عمنا السيد محمد الأمين وعلق بذهني منها هذا البيت:
شبل العفرني لا يكون نعامة * ومن النعامة ما تولد عثلم وقوله من أبيات اعتذر فيها إلى الشيخ موسى شرارة عن إبطائه في زيارته:
فيا موسى إذا لم تعف عني * فقم واضرب بفضل عصاك هامي