والظاهر أن مولده في كربلاء المشرفة وببالي اني سمعته منه وعاش فيها أكثر عمره الشريف واشتغل أولا على السيد محمد ابن السيد علي صاحب الرياض ثم على والده وفي مدة تسع سنين صرفها في الفقه والأصول صار مستغنيا عن الاشتغال وجامعا لشرائط الاجتهاد وكان يقول إنه في آخر المدة لم ينتفع من أستاذه وكان يقول إنه في آخر المدة لم ينتفع من أستاذه وكان كثيرا ما يعجز الأستاذ عن جوابه ويتغير عليه فلذلك ارتحل إلى بلاد العجم وساح في مدنها في كل مدينة شهرا أو شهرين أو أكثر وغرضه تحصيل الأسباب والكتب فلم يتمكن من ذلك ولم يعنه أحد عاد مع أبيه بعد زيارة الرضا ع إلى كربلاء وحضر مجلس أستاذه فلم ينتفع منه لان أستاذه كان قد صار شيخا كبيرا واشتغل بالمطالعة والمباحثة والجد والاجتهاد حتى صار مدرسا ماهرا وصار مجلس درسه مملوءا من العلماء العظام وتخرج به كثير من الناس في مدة يسيرة. وفضيلة كل من تأخر في القواعد الأصولية مأخوذة عنه وصرف عمره الشريف في تربية الطلاب وكان له مجلسان في الدرس أحدهما للمنتهين والآخر للمبتدئين ويدرس في أيام التعطيل لجمع آخر من الطالبين وفي شهر رمضان يدرس في الليل ويشتغل بالتدريس إلى نصف الليل وبعده بالزيارة والعبادة فلهذا كان قليل التصنيف ومصنفاته على ندرتها لم تخرج من السواد إلى البياض وكان أعجوبة في الحفظ والضبط ودقة النظر وسرعة الانتقال في المناظرات وطلاقة اللسان وله يد طولى في علم الجدل لم يناظر أحد الا غلبه اه.
درس في مدرسة حسن خان وروى عن الشيخ محمد حسن ياسين وكان من تلامذته وكان يحضر تحت منبره ألف من الطلبة فيهم العلماء والأفاضل وغالى به بعض تلامذته وهو الفاضل الدربندي حتى فضله على المتقدمين والمتأخرين والدربندي غير خال من الشذوذ ومنه هذا ولشريف العلماء من المؤلفات رسالة في مقدمة الواجب.
1202: الحاج شريف ويقال محمد شريف بن الرضا الشيرواني التبريزي.
عالم فاضل مؤلف له 1 التحفة البهية في الحساب 2 صدف المشحون مطبوع وفي آخره فهرس تصانيفه 3 مصباح الوصول ألفه سنة 1228 وغيرها رأيت منه نسخة مخطوطة في كرمانشاه في مكتبة آقا فخر الدين من آل البهبهاني.
1203: أبو المعالي شريف بن أبي الفضائل أو الفضل سعد بن أبي المعالي شريف بن سيف الدولة على بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي الربعي.
سيأتي ذكر ولاية أبيه أبي الفضائل سعد بعد جده شريف بن سيف الدولة وعن المختار من الكواكب المضية انه لما مات أبو الفضائل استولى لؤلؤ بعده على تدبير ابنيه أبي الحسن علي وأبي المعالي شريف ولم يزل كذلك حتى أحب التفرد بالامارة فاخرج عليا وشريفا إلى مصر سنة 394 اه وفي مرآة الجنان لم يذكروا تاريخ وفاة أبي الفضل سعد وبموته انقرض ملك بني سيف الدولة اه.
1204: أبو المعالي سعد الدولة شريف بن سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي الربعي.
توفي ليلة الأحد لخمس بقين من شهر رمضان سنة 381 وعمره أربعون سنة وستة أشهر وعشرة أيام.
قال ابن الأثير لما توفي سيف الدولة ملك بعده ابنه أبو المعالي شريف.
وعن المختار من الكواكب المضية انه لما توفي سيف الدولة كان ابنه أبو المعالي سعد الدولة بميافارقين فسار غلمان سيف الدولة وأحضروه إلى حلب فوصلها في ربيع الأول سنة 356 وجلس الحاجب قرعويه بحضرته ورد التدبير إليه وقال ابن الأثير في حوادث سنة 357 فيها وصلت سرية كثيرة من الروم إلى أنطاكية فقتلوا في سوادها وغنموا وسبوا وعن تاريخ الاسلام انه خافهم صاحب حلب أبو المعالي فتأخر عن حلب إلى بالس وأقام بها الأمير قرعويه ثم ذهب أبو المعالي إلى ميافارقين لما تفرق عنه جنده وصاروا إلى ابن عمه صاحب الموصل أبي تغلب فبالغ في اكرامهم ثم رجع أبو المعالي إلى حلب فلم يمكن من دخولها واستضعفوه وتشاغل بحب جارية فذهب إلى سروج فلم يفتحوها له ثم إلى حران فلم يفتحوا له واستنصر بابن عمه أبي تغلب فعرض عليه المقام بنصيبين ثم صار إلى ميافارقين في ثلاثمائة فارس فقل ما بيده. وعن المختار من الكواكب المضية: ثم إن أبا المعالي اخرج قرعويه من حلب لمخالفة أهل حلب عليه فتقرب إليهم بعمارة السور والقلعة وكانت قد هدمتها الروم حين هاجموها سنة 351 وكان قد اتفق وصول عسكر الروم إلى ناحية أنطاكية فأشار قرعويه على سعد الدولة بالخروج من حلب فلما خرج قال له: أهل حلب لا يريدونك فامض إلى والدتك فمضى إلى ميافارقين واستولى قرعويه على حلب سنة 358 هو مولاه بكجور الحاجبي وكتب اسمه مدة على السكة ودعي له على المنابر.
قال ابن الأثير ولما اخرج قرعويه أبا المعالي سار أبو المعالي إلى حران فمنعه أهلها من دخولها فطلب منهم ان يأذنوا لأصحابه ان يدخلوا ويتزودوا منها يومين فاذنوا لهم ورحل إلى والدته بميافارقين وهي ابنة سعيد بن حمدان أخت أبي فراس وتفرق عنه أكثر أصحابه ومضوا إلى ابن عمه أبي تغلب ابن حمدان فلما وصل إلى والدته بلغها ان غلمانه وكتابه عملوا على القبض عليها وحبسها فأغلقت أبواب المدينة ومنعت ابنها من دخولها ثلاثة أيام حتى أبعدت من تحب ابعاده واستوثقت لنفسها وأذنت له ولمن بقي معه في دخول المدينة واطلقت لهم الأرزاق وبقيت حران لا أمير عليها الا ان الخطبة فيها لأبي المعالي ثم إن أبا المعالي عبر الفرات إلى الشام وقصد حماة فأقام فيها قال وفي سنة 359 في المحرم ارسل الروم من أنطاكية جيشا كثيفا إلى حلب وكان أبو المعالي محاصرا لها وفيها قرعويه متغلبا عليها ففارق أبو المعالي حلب وقصد البرية ليبعد عنهم فملك الروم المدينة وحصروا القلعة فتوسط جماعة من الحلبيين بينهم وبين قرعويه على مال وأمور قرروها ورجعوا وفيها في ربيع الآخر اصطلح قرعويه مع أبي المعالي وخطب لأبي المعالي بحلب وكان بحمص وخطب هو وقرعويه للمعز الفاطمي صاحب المغرب. ولما عاد أبو المعالي من ميافارقين إلى حماه وكانت الروم قد خربت حمص وأعمالها نزل إليه بارفتاش مولى أبيه وهو بصحن برزويه وخدمه عمر له مدينة حمص وكثر أهلها ولما استبد بكجور مولى قرعويه بأمر حلب كتب من بها من أصحاب قرعويه إلى أبي المعالي ليقضد حلب ويملكها فسار إليها وحصرها أربعة أشهر وملكها وبقيت القلعة بيد بكجور ثم اصطلحا على أن يؤمنه ويوليه حمص ففعل أبو المعالي ذلك قال ابن الأثير في حوادث سنة 368 كان متولي ديار مضر لأبي تغلب بن حمدان سلامة