957: الأمير سلمان الحرفوشي الخزاعي البعلبكي توفي سنة 1866 م في سجن دمشق بعد ثلاثة أيام من حبسه.
آل الحرفوش كانوا حكام بعلبك والبقاع وكانوا من الشيعة وكانوا مثالا للأخلاق الكريمة العربية من الشجاعة الفائقة والفروسية وعلو الهمة والشمم وإباء النفس وحفظ الجوار وشدة المحافظة على العرض والناموس واكرام السادات والعلماء وغيرها وأعطوا بسطة في الأجسام وصباحة في الوجوه وكان منهم من العلماء الشيخ محمد المعروف بالحريري واليهم لجا بعض العلماء من آل الحر الكرام وغيرهم في فتنة الجزار الذي أخرب جبل عامل فيها ونزح عنها أهلها فأكرم وفادتهم وأرسل الجزار يطلب المال الأميري للدولة من بعض أمرائهم فأرسل إليه نعال الخيل من الحديد خمس أكياس جنفيص موهما انها ريالات فضية فلما فتحها الجزار وجدها نعال الخيل فسكت لعدم قدرته على مقاومتهم وعمروا المساجد ثم جدت الدولة العثمانية في إبادتهم وأخيرا طلبت بعض رؤسائهم إلى استانبول وعينتهم في المناصب العالية كشورى الدولة وبقوا هناك وانقضى حكمهم وبقي من بقي منهم رعايا حتى يومنا هذا.
وفي تاريخ بعلبك ناقلا بعضه عن صالح بن يحيى مؤرخ بيروت دانت بعلبك وقراها لحكم الأمراء بني الحرفوش وهم عائلة من الشيعة كانوا من الباس والسطوة والفروسية في مكان عظيم والشائع بين الأهالي عن نسب هذه الأسرة ان الأمير حرفوش الخزاعي جد هذه الأسرة عقدت له راية بقيادة فرقة في حملة أبي عبيدة بن الجراح على بعلبك واستوطن بعدئذ المدينة وكثر نسله وكانوا من أعظم الأعيان فيها إلى أن تيسر لهم الاستقلال في بعلبك وأقاليمها وبلاد البقاع في أواخر حكم سلاطين مصر من المماليك فسادوا وحكموا ثم ظلموا وعتوا وتسلطوا إلى الرعية وأموالها حتى تفرق الأهالي لا سيما النصارى منهم فهجروا المدينة إلى زحلة والرأس وبشري ودوما الجبل والشام وصيدا وهكذا أتم بنو الحرفوش خراب هذه المدينة بعد أن كانت من مدن سورية العظمى ثم قال في ختام كلامه وهكذا كان انقراض حكم هذه العائلة الشهيرة التي مثلت دورا مهما في تاريخ بعلبك بعد أن حكمت فيها نحوا من خمسة قرون وبقي منهم بعض أفراد ساكنين في القرى لا أهمية لهم اه وكان حكمهم من قبل سنة 1393 م. إلى ما بعد سنة 1886 م ولا يمكننا التصديق برميهم بالظلم وعسف الرعية وأخذ أموالها زيادة عن كل من يتولى الحكم وأي حاكم لم يظلم.
والظلم من شيم النفوس فان تجد * ذا عفة فلعلة ما يظلم أما زيادة التشنيع عليهم بذلك مما لا نجدهم يقولونه في غيرهم ففي غير محله وسببه ان القوم كانوا في عصر من يخالفهم في العقيدة من المسلمين وجوار غير المسلمين وحكامهم فالقدح فيهم لا يخلو من نوع عصبية وكانوا هم والشهابية يوصفون بالأمراء وآل علي الصغير الذين أصلهم من عرب السوالم والصعبية الذين أصلهم أكراد والمناكرة الذين أصلهم أهل علم والحمادية الذين أصلهم من أذربيجان يوصفون بالمشايخ.
أسماء من ذكرهم صاحب تاريخ بعلبك من هذه العائلة وهم أربعة وأربعون أميرا 1 الأمير حرفوش جدهم 2 علاء الدين الحرفوش 3 موسى الحرفوش 4 يونس الحرفوش 5 شلهوب 6 حسين بن يونس 7 أحمد بن يونس 8 علي بن يونس 9 سيد احمد 10 محمد بن يونس 11 عمر 12 شديد 13 حسين وهو غير حسين بن يونس 14 إسماعيل بن شديد 15 حيدر أخو حسين الآنف الذكر 16 مصطفى 17 درويش بن حيدر 18 جهجاه بن مصطفى 19 محمد 20 سلطان بن مصطفى 21 قاسم بن حيدر 22 داود 23 امين بن مصطفى 24 نصوح بن جهجاه بن مصطفى 25 جواد 26 قبلان بن امين بن مصطفى 27 عساف 28 أخوه عيسى 29 أخوهما سعدون اخوة محمد 30 حمد 31 خنجر 32 اخوه سلمان 33 بشير 34 فدعم 35 حسين بن قبلان بن امين بن مصطفى 36 يوسف بن حمد 37 خليل أخو محمد 38 فاعور بن حمد 39 سليمان بن حمد 40 محمود بن حمد 41 منصور عم محمود 42 أسعد أخو سلمان 43 فارس 44 تأمر.
ولنرجع إلى أحوال المترجم. في تاريخ بعلبك المأخوذ جله عن صالح بن يحيى مؤرخ بيروت قال في سنة 1840 م خلف الأمير حمد الأمير خنجر وكان عدوا لدودا لإبراهيم باشا فجمع الأمير خنجر وأخوه الأمير سلمان نحو أربعمائة فارس وانضموا للأمير علي اللمعي واخذوا يقتفون آثار إبراهيم باشا ويغزون أطراف عسكره وبعد مناوشات عديدة ذهب خنجر وأخوه إلى زوق ميكائيل ليجمع رجالا من الثائرين على الحكومة المصرية فلما وصل إلى المعاملتين قال له بعض من معه خذ معك عامية غزير ونحن ناتي بهم إليك فذهبوا وأخبروا الأمير عبد الله الشهابي حليف إبراهيم باشا فقصده عبد الله بأصحابه للقبض عليه فظنهم خنجر العامية فأحاطوا به وبأخيه وقبضوا عليهما وعلى ستة أنفار متأولة ورجعوا بهم إلى غزير وبلغ الخبر أهل كسروان فانحدر إلى غزير نحو مائة رجل من قرى كسروان والفتوح واتفق معهم عامية غزير وأرسلوا إلى عبد الله ان يطلق خنجر ومن معه فأبى فكسروا باب السجن وأخرجوا الأميرين وأصحابهما وسلموهم أسلحتهم وانحدروا إلى جونية واجتمع إليهم جماعة. في سنة 1850 م حضر مصطفى باشا قائد العساكر الشاهانية بثلاثة آلاف جندي إلى بعلبك فجاء الامراء الحرافشة للسلام عليه فامر بالقبض عليهم وأرسل زعماءهم وفيهم الأمير سلمان إلى الشام ومن هناك نفوا إلى جزيرة كريت ولم يذكر كيف جاء منها إلى بعلبك لكنه ذكر ان الأمير محمد وأخاه عساف هما اللذان كانا منفيين معه هربا من منفاهما فالظاهر أنه هرب معهما. وفي سنة 1852 م قتل الأمير محمود في قرية العين واتهم ابن عمه الأمير سلمان أخو خنجر بقتله فجدت الحكومة في طلبه ففر وجمع إليه بعض الأتباع واخذ يطوف البلاد مخلا بالراحة العمومية. وفي هذه السنة ذهب الأمير منصور عم الأمير محمود والشيخ احمد حمية واخذا أمرا بقيادة مائتي خيال بعد أن تعهدا للدولة بالقبض على الأمير سلمان قتيلا أو أسيرا فصار الأمير سلمان ينهب البلاد وجمع إليه خمسين فارسا يأتمرون بأمره واخذ منصور واحمد حمية يطاردانه حتى التقيا به يوما في أراضي قرية طاريا فتناوشوا هناك وأسفرت المعركة عن انهزام الأمير منصور ومن معه فأرسل القومندان صالح بك وكيل قائم مقامية بعلبك العساكر متتبعا آثار سلمان ففر سلمان إلى القرى الشمالية ورجع العسكر إلى بعلبك ولما رأى سلمان ان العصيان لا يجديه عاد إلى الطاعة في سنة 1854 وسلم نفسه للدولة في الشام فأنعمت عليه بقيادة مائتي خيال ولقب سر هزار رئيس ألف وفيها قتل الأمير منصور غدرا احمد حمية إذ ظهر له انه هو قاتل الأمير محمود لا الأمير سلمان وفي سنة